كشفت ندوة أدبية نظمتها جامعة القصيم عن "عدم أهلية" بعض أساتذة اللغة العربية لشرح قواعدها، وتطبيق أساليبها، فضلا عن ضعف المنهج التعليمي. وركزت الندوة التي نظمت أول من أمس، بعنوان "لغتنا الخالدة وتطبيقها في حياتنا العلمية والعملية" على عدة محاور منها استخدام عضو التدريس للهجة العامية وتنحية اللغة العربية في التدريس والممارسة. وقالت عضوة هيئة التدريس بالجامعة الدكتورة زينب فؤاد: إن اللغة العربية الفصحى أصبحت ممزوجة بأفرع لهجات محلية وعربية، تداخلها الكلمات الإنجليزية فباتت مهجورة، حتى امتد الأمر لاستخدام لغة "الفرانكو أربيك"، وهي أبجدية مستحدثة غير رسمية تستخدم بالمنتديات ورسائل التواصل عبر الفيس بوك و"التويتر"، مشيرة إلى أن المجتمع درج على استخدامها بدواعي الحضارة والعولمة، مما ساهم في ضياع الهوية الإسلامية العربية. وأرجعت فؤاد الأسباب إلى نشأة وتربية الوالدين لأبنائهم، وتقليدهم للغة مهلهلة كطرق التفاهم مع الخادمات، وغير الناطقين باللغة العربية، وكذلك عدم أهلية بعض مدرسيّ اللغة العربية لشرح وتطبيق أساليب وتخصصات اللغة، مع قلة الكتب المؤلفة المحببة للنفس المخاطبة للأجيال، وضعف المنهج التعليمي واستخدام الوسائل التعليمية المتطورة، إضافة إلى ذلك السياسات التعليمية بالدول العربية التي تضع اللغة العربية في ذيل القائمة وتحفز التخصصات الأخرى. وحمّلت الدكتورة عزة مهدي عضوة هيئة التدريس بالجامعة الهيئات التعليمية الجزء الأكبر من عملية تصحيح الأساليب اللغوية والنحوية. وقالت: "نرى أن الطالب لا يجيد استخدام اللغة العربية، وتوظيف معانيها الجزلة في التشبيه والتصنيف والبلاغة، فيما لا يوجد المعلم الذي يسعى لتحسين العملية التعليمية وإثراء فكر الطالب، فيعلم ويناقش ويطبق فضاعت اللغة العربية، وقلّ استخدام الكتابة العربية تعبيرا واستيعابا"، مضيفة أن ذلك تسبب في نشوء جيل يعجز عن قراءة عشرة أسطر في موضوع ويطلب الاختصار وتحديد المعلومة؛ لأنه لا يستطيع استخلاص الفائدة من الموضوع، وليس لديه القدرة والطاقة للقراءة والكتابة. من جهتها أوصت الدكتورة نورة الرشيد، بإنشاء معمل للصوتيات ومكتبة خاصة للغة العربية وعلم الصوتيات، وعدم تقليص ساعات تدريس اللغة العربية ومادة النحو تحديدا، مع المطالبة بزيادة ساعات التطبيق لمناهج اللغة العربية وإثراء مكتباتنا بالمصادر والمراجع الحديثة والكتب والروايات التي تثري ذائقة الطلبة وتوسع مدركاتهم وخيالاتهم، كما أمدت على أهمية الدور الجامعي في المباحثات والدراسة المنهجية العلمية دورا كبيرا لمعالجة أوجه القصور والالتزام باللغة العربية كتابة وتحدثا.