أرجع الفنان التشكيلي والموثق للفنون في المملكة العربية السعودية سعد العبيّد سبب انقطاع الكثير من الجماعات الفنية عن الساحة التشكيلية إلى اختلاف الرأي وسوء إدارتها، والأهم الظروف المادية. وأوضح العبيد خلال إلقائه محاضرة عن الجماعات الفنية ودور جماعة ألوان، ضمن مهرجان صيف أرامكو 31، مساء الاثنين المنصرم أنه في السنوات العشر الأخيرة ظهر على الساحة التشكيلية ما يزيد عن 30 جماعة فنية، الأمر الذي اعتبره ظاهرة إيجابية كونها تساعد على التنافس الشريف في ما بينها، وتعتبر رافدا لما تقدمه الجهات المعنية. وتتفق تلك الجماعات في الهدف المتمثل في تحريك ودعم الحركة التشكيلية المحلية على الرغم من الاختلاف في بعض أمورها كحجم ومستوى ما تقدمه، أو أن العضوية ليست مقتصرة على السعوديين فقط، وبعضها تضم أعضاء من أشقاء عرب مقيمين وغير مقيمين، مضيفاً أن السمة العامة لمعظم الجماعات يطغى عليها طابع الإقليمية، كأن يكون أعضاؤها من مدينة أو محافظة، باستثناء جماعتي "أصدقاء الريشة" و"التشكيليون العرب"، مفيداً بأن غالبية الجماعات الفنية يقتصر نشاطها على التصوير التشكيلي ومعرض سنوي واحد، بالإضافة إلى التباعد بين المعرض والذي يليه والذي قد يصل إلى ثلاث سنوات، وبعض هذه الجماعات توقف وبعضها الآخر شبه متوقف، وذكر في هذا السياق عدداً من الجماعات الفنية، أولها وأقدمها جماعة المدينةالمنورة التي تأسست عام 1401، وآخرها العام الماضي جماعة الفن الرقمي بالرياض وعبق بمكة المكرمة، ومنها أيضاً جماعة "الرياض" بالرياض، و"عنيزة" بعنيزة، و"درب النجا" بجيزان، و"تعاكظ" بالطائف، و"الجوف" بسكاكا، و"شتا" بأبها، و"عشتاروت" بالقطيف، و"التشكيليون العرب بجدة". وعن دور جماعة "ألوان" الفنية ذكر العبيد أنها تضم فنانين من الجنسين ومقرها الرياض وأعضاؤها من الرياض والدمام والأحساء وحائل وعنيزة والدوادمي، والخرج وجدة وأبها، تستند جماعة "ألوان" على بنود أهمها الإسهام في دعم الحركة التشكيلية عبر المعارض الفنية المختلفة، وتنمية الجانب المعرفي عن الفنون التشكيلية ومدارسها عبر النشاط المنبري المرافق للمعارض، وتوثيق الصلة بين أعضاء الجماعة وزملائهم في الجماعات الأخرى، والتعاون مع الهيئات المختلفة في الاعداد والتنسيق والإشراف على البرامج الثقافية والفنية، وهي جماعة غير ربحية ذات نفع عام، لها من اسمها نصيب لتعدد التخصصات التشكيلية: "التصوير التشكيلي وبعض فروعه وتقنياته كالكريكاتير والجرافيك والنحت بمختلف خاماته، كالرخام والحجر والخشب وبرادة الحديد والخزف، والخط العربي والتصوير الضوئي. وأضاف العبيد أن من أولويات اهتمام الجماعة التركيز على الكتاب إضافة إلى دليل المعرض، مشيراً إلى أن الجماعة أصدرت بعض الكتب والكتيبات التي منها تكريم أحد رجال الفكر في المجالات الثقافية المختلفة. يذكر أن مهرجان صيف أرامكو في برنامجه الفني، الذي يختتم في الخامس من أغسطس المقبل يضم العديد من الورش الفنية والنحتية والضوئية.