جاء "البنك السعودي للاستثمار" في المرتبة الثانية خلف مصرف الإنماء من ناحية تراجع الأرباح إذ أعلن البنك أمس عن انخفاض صافي أرباحه بنسبة 88% خلال الربع الثاني ليصل إلى 22 مليون ريال من 188 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق بسبب تكوين المخصصات اللازمة خلال الفترة للاستمرار في دعم المركز المالي للبنك. كما أعلنت ثلاثة بنوك أمس عن تراجع أرباحها خلال الربع الثاني وهي بنك ساب والبنك العربي الوطني وبنك سامبا إذ سجل الأول تراجعاً بنسبة 34% بسبب اتخاذه مخصصات ضد الخسائر الائتمانية فيما سجل الثاني تراجعاً بنسبة 15.6% وسجل الثالث انخفاضا بنسبة 1.9% بسبب انخفاض ربحها من العمولات. وبذلك يصبح عدد البنوك السعودية التي أعلنت عن تراجع في أرباحها خلال الربع الثاني سبعة بنوك يتقدمها الإنماء بنسبة 96% بسبب انخفاض عوائده الاستثمارية يليه "السعودي للاستثمار" فيما يأتي الجزيرة ثالثاً بتراجع نسبته 82% بسبب تجنيبه مخصصات. وجاء ساب رابعاً ثم بنك الرياض بنسبة 16.5% يليه العربي الوطني وسامبا. وقال مدير صفا للاستشارات المالية صالح الثقفي ل"الوطن" إن نتائج القطاع المصرفي تشير إلى وضع مختلف لكل مصرف، إذ إن المصارف التقليدية ذات الرأس المال الأكبر والتي تعمل مستقلة عن شركاء أجانب، جاءت مستقرة وحققت بعض التعافي من أهم مشاكلها مثل الديون المشكوك فيها وحجم المخصصات، مشيراً إلى أن هذه المصارف لم تعان من نزول ضخم في مراكزها المالية وكان أهم مواجهاتها في الأغلب داخل المملكة. وأضاف أن هذه الشريحة تقف في مركز أفضل لتقديم المنتجات والخدمات ذات العلاقة بالطلب في المملكة وستستغل ضخامة رؤوس أموالها لتوسيع محافظ القروض لتغطية الطلب الكبير من مختلف شرائح العملاء. وأوضح أنه بالنسبة للمصارف التي عانت الحجم الأكبر من المشاكل المتصلة بأزمة الرهن العقاري والركود مثل الاستثمار وساب والفرنسي والهولندي، سجل بعضها عودة جيدة من فترة الخسائر التي مرت بها وسجلت أرباحا قوية مثل الهولندي والفرنسي بعكس ساب والاستثمار اللذين ما زالا يعانيان من المشاكل السابق ذكرها. وذكر أن البنوك الأخرى التي عانت من تردي أرباحها منذ أن بدأت أعمالها مثل البلاد والإنماء والجزيرة بعد رفع رأسمالها فهي مازالت في وضعها ولم يؤثر التحسن الاقتصادي عليها بشكل إيجابي يذكر. وتوقع أن تستمر هذه الشريحة بمواجهة نفس المشاكل الأغلب منها إداري. وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية الحالية والتي قد لا تتكرر هي فرصة للقطاع المصرفي لتحسين أرباحه ومراكزه المالية بالمشاركة الفعالة في المجالات المتعددة وتحقيق مكاسب أكبر جراء الإنفاق الحكومي الضخم. من جانبه رأى المحلل الاقتصادي والمختص في الشؤون المصرفية فضل البوعينين في تعليقه ل"الوطن" أن أرباح البنوك السعودية تباينت فيما بينها وهو أمر متوقع في مثل هذه الظروف الائتمانية الدقيقة، مشيراً إلى أن بعض البنوك أثبتت قدرتها على تحقيق النمو، وأن البعض منها عانى من محفظة الائتمان وأخذ المخصصات التي أثرت على الربحية فيما تأثر بعضها جراء انخفاض دخل العمولات. وأضاف أن البنوك ركزت على خفض المصروفات كإجراء محفوف بالمخاطر إذا ما ركز على تسريح الموظفين وبخاصة موظفي الخدمة الأمامية الذين يتسبب غيابهم في سوء الخدمة المقدمة، ما قد يؤثر سلبا في الربحية المستقبلية التي ستتأثر بمستوى الخدمة المقدمة. وأفاد بأن إدارة الائتمان تسببت في كثير من المشاكل التي تواجهها بعض البنوك، واضعاً الحل في أن يكون التركيز الأول على تحسين مستويات كفاءة إدارتها ومن ثم الجوانب الأخرى. وأكد أن القطاع المصرفي ما زال يعيد ترتيب وضعه المالي جراء الديون المتعثرة التي مازالت تلقي بظلالها على أرباح البنوك ومع ذلك جاءت بعض أرباح البنوك المعلنة لتبعث التفاؤل ولعلها تكون مؤشرا على ما ستكون عليه ربحية القطاع بأكمله في النصف الثاني. إلى ذلك سجل "السعودي للاستثمار" تحسنا ملحوظا في صافي ربح العمولات الخاصة حيث بلغ خلال الربع الثاني 328 مليون ريال مقابل 263 مليون ريال للربع المماثل من العام السابق بارتفاع 25%. وفي جانب نتائج الفصل الثاني حقق البنك صافي أرباح 43 مليون ريال مقابل 428 مليون ريال للفترة المماثلة من العام السابق بانخفاض 90%. وبلغت ربحية السهم خلال ستة أشهر 0.09 ريال مقابل 0.95 ريال للفترة المماثلة من العام السابق،. أما البنك السعودي البريطاني (ساب) فقد حقق صافي ربح خلال الربع الثاني بمقدار 447 مليون ريال، مسجلا تراجعا بنسبة 34% مقارنة بالربع المقابل من العام الماضي والبالغ 676 مليون ريال، ويعود التراجع بشكل رئيسي إلى سياسة البنك المتحفظة في دعم المخصصات لدعم المركز المالي. وانخفض صافي أرباح النصف الأول بنسبة 25.6% ليصل إلى 1.06 مليار ريال. وخلال ستة أشهر بلغت ربحية السهم 1.42 ريال، مقابل 1.91 ريال للفترة نفسها من العام السابق. أما البنك العربي الوطني فقد تراجع صافي ربحه بنسبة 15.6% خلال الربع الثاني ، ليصل إلى 629 مليون ريال، بسبب انخفاض صافي العمولات الخاصة. وبلغ صافي الربح خلال ستة أشهر نحو 1.26 مليار ريال منخفضا بنسبة 12.3% عن الفترة المماثلة من العام الماضي. لتتراجع ربحية السهم خلال الفترة نفسها إلى 1.94 ريال مقابل 2.22 ريال. وحققت مجموعة سامبا المالية صافي أرباح خلال الربع الثاني بلغت 1.22 مليار ريال، مقابل 1.24 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق بانخفاض 1.9% فيما عزت ذلك إلى انخفاض ربح العمولات الخاصة. وبلغ صافي الربح خلال الأشهر الستة 2.43 مليار ريال، مقابل 2.51 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق بانخفاض 3.3%. في حين بلغت ربحية السهم خلال الأشهر الستة 2.7 ريال، مقابل 2.79 ريال للفترة المماثلة من العام السابق.
