ضروريات الحياة لا تقتصر فقط على الغذاء والتنفس.. مما يحتاجه الإنسان للعيش، فكذلك المشاعر الصادقة تمثل إحدى ركائز الحياة السعيدة واتزانها، لكن ماذا لو كانت تلك العلاقات مبنية على مصالح شخصية، أو مجرد تمضية وقت للاستمتاع، تكون مجردة تماماً من الإخلاص والصدق دون حُب يقود إلى استمرارها، فمجمل العلاقات من صداقة أو علاقات زوجية أو مع الزملاء والأهل والأقارب عادة ما تفتقر إلى الجدية والوضوح التام في تكوينها، فإما أن تكون مبنية على المجاملة أو عدم فهم للعلاقة سواء كانت مشاعر حُب أم إعجاب أو صداقة وغيرها، لذا نجد أن أغلب المكتئبين وسيئي المزاج من أسباب اعتزالهم الناس، وكذلك اكتئابهم ناتج عن اضطراب علاقاتهم مع الآخرين، ولا يعني ذلك أنهم سيئو الأخلاق، منكرو المودة، جاهلو التعامل بكل حُب وعطاء، بل عدم تكافؤ الطرفين في العلاقة سواء كانت سبباً لوجع أحدهما أي بمعنى أن تجد أحدهما صادقاً، وفيّاً، مخلصاً ومحباً بعمق والآخر يستغل تلك العواطف فيسخِّرها لخدمة نفسه فقط، هذه المشاعر المبتذلة لا تؤدي أبداً إلى اتزان الحياة بل إلى تعاستها، لذا عليك أن تكون معتدلاً صادقاً ودع الحُب لأهله إن لم تكنُّ أي مشاعر له. وموقف آخر، الاهتمام، والمودة يجعلانك تحلِّق في سماوات الفرح، كما تجعل من حياتك أجمل وخطواتك في الحياة أقوى، ثم يتبعه إهمال، تجاهل، ابتعاد، وتبلُّد مستفِزّ وكأنك كنت تعيش في وهم، تلك النقلة التي ستنعكس عليك سلبياً وكأنها تسقطك في الخيبة، وهناك علاقة ممقوتة تسعى دائماً إلى ما تملك، إلى ما تريده من عطاءاتك من شخصك ولا يهمها أمرك بتاتاً، لذا فعلى الرغم من أهمية المشاعر إلا أنها ليست بكل الأحوال تجلب السعادة والاستقرار فبعضها يُوجِد لك وجعاً وألماً لا يُنسى.