عقد رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي أمس، اجتماعا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في العاصمة أنقرة، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما رجح النائب عن ائتلاف دولة القانون علي كردي أن تمهد زيارة الوفد البرلماني إلى تركيا لترطيب العلاقات وعودتها إلى وضعها الطبيعي. وكشفت مصادر برلمانية مطلعة ل «الشرق» أن الدبلوماسية البرلمانية التي وافق النجيفي على لعب دورها مع أردوغان يمكن أن تنتج متغيرات لصالح المبادرة العراقية لحل الأزمة السورية، منوهة إلى الاجتماع المغلق لمدة 45 دقيقة بعيدا عن وسائل الإعلام بمقر رئاسة الوزراء التركية نقل فيها الأول رسالة من رئيس الوزراء نوري المالكي حول تحسين وفتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية وسبل تعميقها، وأضافت المصادر أنه «تم خلال اللقاء توجيه أنقرة دعوة رسمية إلى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري لزيارة تركيا، قبل توجهه إلى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة». ورحبت هذه المصادر بالجهود التي تبذلها القوى السياسية العراقية مجتمعة، لتنسيق مواقفها تحسبا لتطور الوضع في سوريا، لكنها قالت إن حصر الحوار الوطني بالمسألة السورية، لن يكون كافيا لجعل السفينة العراقية تتجاوز، بأمان، الرياح العاتية الراهنة في الشرق الأوسط والعالم. وكانت مصادر صحفية أشارت إلى أن النجيفي يحمل رسالة شفوية من المالكي إلى أردوغان حول عودة العلاقات وموقف العراق من الأزمة السورية، مشيرة إلى أن الرسالة تحمل وجهة نظر إيرانية حول أهمية بقاء تركيا في إطار الدور الإقليمي الأقرب لمصالح المنطقة من تمثيلها المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية في التعامل مع الملف السوري. وكان وفد برلماني برئاسة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي وصل أمس الأول إلى العاصمة أنقرة في زيارة رسمية إلى تركيا تستغرق أربعة أيام يلتقي خلالها كبار القادة والمسؤولين الأتراك لبحث العلاقات الثنائية والأزمة السورية. يشار إلى أن العلاقات العراقية – التركية تشهد توتراً منذ أشهر عدة، حين لجأ نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الذي صدرت بحقه عدة أحكام بالإعدام إلى تركيا، وبلغت ذروتها بمنحه إقامة دائمة على أراضيها وزيارة وزير خارجية أنقرة أحمد داوود أوغلو إلى إقليم كردستان ومحافظة كركوك دون تنسيق مع بغداد. من جهة قال النائب علي كردي في تصريحات صحفية أمس، إن «من الممكن أن تكون هذه الزيارة ممهدة لترطيب العلاقات وترميمها بين البلدين وجعل الأمور السياسية تسير بمسارها الصحيح عبر إطارها الدبلوماسي لكي نتخلص من التشجنات الحاصلة لأنها لا تصب في مصلحة البلدين لاسيما مع وجود مصالح اقتصادية كبيرة لتركيا في العراق وبالتالي ليس هناك مصحلة من تشنج العلاقات». وأضاف «كنا نأمل أن تكون المبادرة من الجارة تركيا لأنها هي من تدخلت في الشأن الداخلي والسياسي العراقي». وكانت آخر تصريحات رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان المثيرة للجدل بالشأن العراقي عندما قال في مقابلة صحفية في 30 من شهر الماضي إن «الشعب العراقي لو فكر بنفس الطريقة التي يفكر بها رئيس الوزراء نوري المالكي لكان الأمر خسارة كبيرة للعراق بصفة عامة»، بحسب قوله.