من الأمور المستهتر في خطورتها «إطلاق الشائعات»؛ لذا تم تسميتها بحرب الأعصاب و«الحرب النفسية»، وتم تعريفها على أنها مجموعة من الأخبار غير الموثوقة المصدر تنتشر بسرعة، وقد تكون صحيحة لكنها تبقى بدون مصدر، ويتم تلفيق بعضها لتظهر بقالب مخالف تماما للحقيقة، وغياب المصدر. وقد تكون مجرد محض شائعة لا أصل ولا حقيقة لها. معظمنا يجهل تلك الأسباب التي يرنو وراءها مطلقو الشائعات. إلا أنها بالكاد لا تخلو من أمرين: إما تجسيد لما في قوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ* النور 19. وإما جهل وغير مبالاة من مطلقيها وممن ينشرها، لكن لا يعني هذا أن نجعل الأمر يسري كما هو، فمن خطورتها كما حدث في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- حينما رجع أهل مكة وأُسروا وعُذبوا نظرا لشائعة «أهل مكة» لما رجعوا إلى الحبشة وشائعة حمراء الأسد والإفك وغيرها مما أَضَرَّ بالأمة الإسلامية، وشائعة ماكينة الخياطة التي كان هدفها ربحياً واستنفدت كثيراً من أموال المسلمين على غير حق، وأيضا الشائعات التي تدور حول وفاة أو حدوث حادث لشخص ما، والكل يعلم الضرر النفسي المتولد بسبب مثل هذه الشائعات، وبكل الحالات وإن تعددت أهدافها ما بين ربحي وسياسي وإثارة للجدل فهي لا تعود بأي نفع وإنما تضر وتسيء للعامة، ولعل من أسباب انتشار الشائعات جهل البعض وعدم تقصيهم لصحة الخبر، ومما أسهم في انتشار الشائعات الانفتاح الإلكتروني الذي يستمد حيويته ونشاطه منها، وأصبح لدينا اليوم من الشائعات التي تقودها مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفيسبوك، وكذلك شائعات الواتساب اليوم التي أصبحت تغزو بيوتنا بشكل كبير. لذا من المفترض أن نجابهها ونردع كل شائعة بالحقيقة، ونقمع مطلقي الشائعات بعدم نشرها وطلب المصدر الحقيقي لأي خبر يتم إطلاقه بدون مصدر، وألا نتناقل تلك المعلومات هكذا بدون معرفة.