تعتزم تركيا سحب قسم من قواتها المساهمة في قوة الأممالمتحدة بجنوب لبنان «يونيفيل». في الوقت نفسه أعلنت مصادر تركية، وأممية، أمس السبت، أنه لا يوجد رابط بين هذا القرار، وعملية خطف الطيارَين التركيَّين قرب مطار بيروت الدولي. وقال مصدر دبلوماسي تركي، رفض كشف اسمه، إن «حوالي 250 شخصا من كتيبة الهندسة العسكرية سينسحبون قريبا من اليونيفيل». ويأتي هذا الإعلان غداة خطف طيارَين من الخطوط الجوية التركية على طريق مطار بيروت، في خطوة تبنّتها مجموعة مجهولة، طالبت أنقرة بالضغط للإفراج عن زوّار لبنانيين مخطوفين منذ أكثر من عام لدى مجموعة مسلحة في سوريا. وبعد ساعات على العملية، دعت تركيا رعاياها إلى مغادرة لبنان، وعدم التوجه إليه «إلا في حالة الضرورة». وأكدت المصادر التركية، ومصادر الأممالمتحدة أن قرار الانسحاب اتُّخِذَ فعلاً قبل خطف الطيارين. وقال المتحدث باسم اليونيفيل، أندريا تينينتي، إنه «في السادس من أغسطس، تم إبلاغنا من قسم عمليات حفظ السلام أن الحكومة التركية قررت سحب وحدة الهندسة والبناء من اليونيفيل، مع إبقاء حضورها في القوة البحرية». وأوضح أن «تركيا لن تنسحب بشكل كامل»، مشيرا إلى أن «نحو 60 عنصرا سيتابعون مهماتهم في القوة البحرية، في حين سيغادر نحو 280 عنصرا، يشكلون عداد كتيبة الهندسة». قصف جوي ميدانياً، أسفر قصفٌ، نفذه الطيران الحربي السوري على بلدة في الساحل السوري «غرب» عن مقتل عشرين شخصا، في حين اتفقت موسكو، وواشنطن على ضرورة تنظيم مؤتمر جنيف-2 الدولي «في أقرب وقت ممكن» لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانٍ له أن «أكثر من عشرين شخصا سقطوا إثر القصف الذي نفذته طائرات حربية على بلدة سلمى في جبل الأكراد (ريف اللاذقية) مساء أمس الأول». ورجّح المرصد ارتفاع عدد القتلى «بسبب وجود جرحى في حالات خطرة، ووجود أشلاء». ومن بين القتلى «ما لا يقل عن عشرة شهداء، يُعتقَد أنهم مدنيون، تحوّلوا إلى أشلاء، وستة مقاتلين من الكتائب المقاتلة، بالإضافة إلى أربعة مقاتلين من جنسيات غير سوريّة»، حسبما أوضح المرصد. وتخوض القوات النظامية معارك ضارية لاستعادة قرى سيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف محافظة اللاذقية الساحلية، مركز ثقل الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الرئيس بشار الأسد. وتضم مناطق جبل الأكراد، وجبل التركمان، في شمال المحافظة الممتدة على جزء من الساحل السوري، خليطا من السنة والعلويين «ما يجعل من شبه المستحيل تفادي تحول النزاع فيها إلى طابع مذهبي» بحسب المرصد. وفي شمال البلاد، قال المرصد إن القوات النظامية «أعدمت 12 مواطنا، من بينهم امرأة في قرية تبارة السخاني الواقعة في ريف حلب». وتمت هذه «الإعدامات» بعد اقتحام القوات النظامية، يوم أمس الأول، هذه القرية، التي تبعد نحو 20 كم جنوبي بلدة خناصر، التي سيطر عليها النظام الأسبوع الماضي. تحضيرات ل «جنيف 2» ووسط مخاوف المجتمع الدولي من تزايد «عمليات العنف الطائفي»، تجدّد الحديث عن ضرورة إيجاد حل سياسي للنزاع المتفاقم في البلاد، الذي أودى بحياة أكثر من 100 ألف قتيل، بحسب الأممالمتحدة. وقال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بعد لقائه نظيره الأمريكي جون كيري، في واشنطن، أمس الأول الجمعة، «إن آراءنا متطابقة، مهما حصل، يجب أن ندعو إلى اجتماع جنيف-2 في أقرب وقت ممكن». وأوضح لافروف، الذي تدعم بلاده النظام السوري، في لقاء مع الصحفيين في السفارة الروسية بواشنطن، أن دبلوماسيين روساً، وأمريكيين، سيلتقون في نهاية شهر أغسطس الجاري، لبحث تنظيم هذا المؤتمر الدولي، الذي يتم تأجيله باستمرار منذ مايو الماضي. وقال كيري في هذا الصدد، إنه لا يتفق على الدوام مع نظيره الروسي «حول المسؤولية عن أعمال القتل، أو بعض السبل للمضي قدما، لكننا نتفق، وكذلك بلدان، على أنه لا يمكن تجنب انهيار المؤسسات، والانزلاق نحو الفوضى إلا من خلال حل سياسي يتم التفاوض عليه». يأتي ذلك فيما أُعلِنَ في إيطاليا العثور على ست جثث على شاطئ قريب من مدينة كاتانيا الصقلية الكبيرة، وإنقاذ حوالي 120 آخرين، وصلوا من سوريا. وهؤلاء المهاجرون – من بينهم نساء وأطفال – غادروا سوريا قبل أسبوعين، وغيَّروا مراكب عدة، قبل أن يُترَكوا في قارب صغير على بُعد 11 مترا من الشاطئ، كما أوضح مسؤول في الشرطة الإيطالية. .. وآخرون في الرقة يركضون للاحتماء من غارة جوية