تعتبر مهنة التسول لدينا في المملكة العربية السعودية عمل عصابات احترافياً منظماً من دون رقابة أو متابعة أو محاسبة جادة من الجهات المسؤولة، والدليل على صدق كلامنا هنا وبحسب دراسة قمت بها حول هذه المهنة اتضح أن نسبة الوافدين الذين يمتهنونها دون خوف أو حياء 96% ، لأن من يتم القبض عليهم من الجنسية السعودية يتم التعامل معهم بحسب توجيهات سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- للتعرف على أحوالهم ومن ثم توجيههم إلى الجهات المختصة للوقوف معهم ومساندتهم. ولا يخفى على كثير من مواطنين ومقيمين ومسؤولين أن مهنة التسول ظاهرة يدخل ضمن أعمال منسوبيها ومحترفيها والقائمين عليها كثير من الأفعال والممارسات التي تجلب المصائب والمشكلات على البلاد والعباد من النواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والأسرية. حيث يخرج منهم الإرهابي الذي يجمع الأموال من خلال تسوُّله ليدعم الجماعات الإرهابية في محاولات لمحاربة أهل هذه البلاد وحكامها وليدمروا مقدراتها المادية والبشرية، كما يخرج من جماعة المتسولين مروجو وموزعو وتجار المخدرات، إذ أن من خططهم عند البيع والتوزيع الاتفاق بينهم وبين المدمنين والموزعين على مواقع معينة تحت غطاء التسول لترويج مخدراتهم. كما أن من هذه العصابات من تقوم بخطف الأطفال وتشويههم جسدياً للاستفادة منهم في عمليات التسول. وأعرف حالة أسرة تم خطف ابنتهم أثناء تأدية العائلة العمرة في مكةالمكرمة ووُجدت بعد سنوات مشوهة بعد استغلالها للتسول. وحتى لا نعمِّم على كل المتسولين، نجد بعضهم ليس له هدف سوى جمع المال لسد حاجته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، ولكنهم قلة جداً لا يمكن أن يُقارن عددهم بعدد أصحاب الأفكار والمبادئ الهدَّامة الذين تم ذكرهم سابقاً . المحتاج الحقيقي هم الذين ورد وصفهم في كتاب الله ويحتاجون من المجتمع البحث عنهم ومساعدتهم بالطرق كافة. قال تعالى:{لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} البقرة: 273. مشكلة كثير من الأغنياء والوجهاء في بلادنا أنهم يبحثون عن البعيد لإيصال صدقاتهم وزكواتهم لهم ويتركون القريب الذي ربما يكون في أمسِّ الحاجة لمن يُعطيه أكلاً أو شرباً أو لباساً..