اللهم نسألك في هذا اليوم أن تلطف بنا وتحمي بلدنا وتقي أبناءنا شر أنفسهم وشر الأشرار، لم أكد أفتح صفحات بعض الصحف المحلية إلا وقد صعقت بخبرين مؤلمين لم تتعودهما عيناي ولم يألفهما مجتمعنا وجيلي فيما مضى من الأيام. الحادث الأول: خبر شاب يقتل والده الثمانيني ويجره لدورة المياه، والعياذ بالله. والخبر الثاني: شقيقة تقتل شقيقها طعناً بالسكين، ويل قلبي! ماذا يحدث في مجتمعنا؟ أو لماذا تحدث مثل هذه الحوادث الشنيعة التي تجسد العقوق في أبشع صوره؟ نسأل الله أن يرحمنا ويرحمهم ويجنب بلادنا ومجتمعنا كل مكروه، وأسأل: لماذا كثرت في مجتمعنا المسالم مثل هذه الحوادث الشنيعة التي لم يكن يعرفها فيما مضى؟ هل هو ضعف الوازع الديني؟ أم تفشي الأمراض النفسية؟ أم الحالة المادية؟ أم انتشار المخدرات؟ أم التفكك الأسري؟ هناك خلل حدث في الأسرة السعودية ولا شك في أن ذلك نتج عنه انتشار مثل هذه الجرائم التي تهتز لها المجتمعات قبل القلوب. على جامعاتنا وخاصة أقسام التربية وعلم الاجتماع والنفس تسليط الضوء ودراسة مثل هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع ودفع أساتذتهم وطلابهم للخروج من قاعات الجامعات إلى الميدان للتقصي والدراسة والبحث العملي عن المسببات التي تجعل جرائم القتل تزداد في المجتمع وخاصة جرائم الأقارب، فالمجتمع وأفراده بحاجة إلى مشاركتنا جميعاً من أجل البحث عن المشكلة وإيجاد الحلول لها قبل أن تستفحل. اللهم اهد شباب المسلمين واحم بلادنا وبلاد المسلمين من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.