ارتباطنا بعالم وهمي مثل «الشبكة العنكبوتية» واشتراكنا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وانسيابنا معها قد يكوّن بعض الآثار السلبية التي نحن في غنى عنها. ولعل أول ما يجدر بي ذكره في هذه العجالة، هو «ظهور الشخصيات المتناقضة»، تلك الشخصيات التي نقف احتراماً وتقديراً لها، وتعتبر صاحبة فكر يستنير به الآخرون، وأسلوب منمق، وتكتب ما يستحق قراءته، وتكتب عن آمالها ..عن فكرها.. عن رقيها.. عن عظمة ما تسعى إليه، ولأن ذلك يقتصر في عالمها الوهمي دون تطبيق على أرض الواقع، فلن نقف لها إلا بخيالنا فقط. أما على محيط حياتها ومجتمعها تجدها تطبق عكس ما تقوله تماماً، وتلك المثالية التي كونتها لنفسها أصبحت تتطاير أمام أعيننا منذ أول كلمة تُقال، وأول تصرف تفعله، وبالتالي فإنه يسهل علينا كشف كذبها وتقمصها لآراء وأفكار لا تمثلها، وتصرفات لا تطبقها، ولأن المتناقض يقول ما لا يفعل، ويفعل ما لا يقول، فهو غير جدير بالثقة، كما يصعب عليك التعامل معه، فتفضل حينها أن تترك مصاحبته. ما أجمل المرء حينما يكون على طبيعته وحقيقته، لا يمثل ولايتقمص ما ليس له، فكيفما كان في أرض الواقع يجسد نفسه بعيوبه وإيجابياته بعالم الإنترنت، فيرى الحياة بوضوح أكثر وبصدق. ويحظى بكثير من ارتياح الأشخاص له، وقربهم منه، وذلك هو من يستحق أن نحترمه، ونتابع ما ينشره.