بدأ العجيري رحلته في طلب العلم إلى مصر عام 1943 – وهي أهم مرحلة – وأن ما أعقبها من رحلات كانت في خدمة علم الفلك، ويذكر أنها كانت شاقة ومرهقة، ولكنها كانت ذات فائدة كبيرة له؛ لأنه هوي علم الفلك، وكان حريصا على تعلمه والاستزادة منه بأكبر قدر ممكن، حيث سافر بالسيارة من الكويت إلى البصرة، ثم ركب القطار إلى بغداد، ومنها ركب السيارة إلى سوريا، ثم ركب سفينة إلى الإسكندرية، وتنتقل في مصر بين القطار والسيارة، حتى انتهت رحلته بركوب الحمار؛ للوصول إلى قرية العالم الفلكي المصري «عبد الحميد مرسي غيث» صاحب كتاب: المناهج الحميدية أو الزيج المصري، فوجده قد تجاوز الثمانين، فأرسله إلى تلميذه «عبد الفتاح وحيد أحمد» في القاهرة، وتعلم منه كثيرا، وكان لا يسمح لأحد بدخول مكتبته حتى زوجته؛ لأنه كما يقول المثل المصري: «الحلو ما يكملش» وقد حصل – بعد وفاته – على أنفس سبعين كتاب في مكتبته حيث أرسلت إليه أرملته، فدخل إلى ذلك الكنز الكبير – كما يسميه – ورفضت أخذ ثمنها، وقالت – وهي تضحك – هذه ضرتي! كانت مصر مبهرة وبخاصة القاهرة – هكذا يقول – فاطلع على تاريخها وحضارتها الممتدة، وتعرف على ما كان فيها من مكتبات وآثار وحركة علمية وأدبية وثقافية وسياسية في عهد الملك فاروق، ويذكر أن بغداد في عهدها الملكي كانت منارة ثقافية، ورأى فيها سباقات الخيل، والفرق المسرحية العالمية والموسيقية، حيث كانت قبلة للسياح من أنحاء العالم، وكانت مؤثرة في الشأن العربي السياسي خاصة في فترة رئيس وزرائها نوري السعيد، كما أن الطباعة والكتاب كانا رائجين فيها، لكنه يقول إن بغداد تراجعت كثيرا. ويعود إلى بداية عمل التقويم، حيث كان في مدرسة والده وهو صغير «رزنامة حائط» مطبوعة في مصر، وهي التي أثارت فكرتها إعجابه فبدأ بتقليدها تقليدا بدائيا، وقد عمل أول تقويم متواضع عام 1935 وفي عام 1936 عمل آخر بكمية محدودة، وأعطى والده التقويم لمساعد الصالح عام 1937 فأرسله إلى بغداد، ولم يستطع طباعته بسبب عدم القدرة على تأمين عشرين دينارا عراقيا لطباعة ألفي نسخة، حيث جمعوا 15 دينارا فقط، وفي عام 1938 أمر الشيخ أحمد الجابر – أمير البلاد – بطباعته في مصر فتأخر بسبب الحرب، وفي عام 1939 عمل تقويما من 12 صفحة وطبعه في بغداد، وفي عام 1940 عمل تقويما كاملا وطبعه على ورق ملون في بغداد؛ بسبب منع تصدير الورق الأبيض، ثم منع تصدير الورق الملون، فطلب إرساله إلى مكتب اليهودي رحمين ساسون في البصرة؛ ليرسلها إلى الكويت على دفعات، فوصلته دفعات قليلة، ولما تأخرت الأخرى تدخل والده وأصدقاؤه وساهموا في إحضارها، ثم استمر صدور التقويم حتى اليوم. ومن أقواله إن البروج اثنا عشر اصطلاحياً وثلاثة عشر فعلياً؛ لأن دورة البروج تكون في 25725 سنة، حيث تعود لوضعها السابق، وأنها تتقهقر درجة واحدة كل 71 سنة، أي 50 ثانية في السنة، والدرجة تمثل يوما واحدا، ونتيجة لذلك فهي فعلا ثلاثة عشر برجا، بينما هي اثنا عشر برجا اصطلاحا، ويمكن تسمية البرج الثالث عشر برج الازدلاف أي التخطي، وينصح المنجمين الذين يعتبر عملهم غير مشروع بأن يلاحظوا ذلك الأمر. ويقول إنه كان ضمن أربعة في وفد دولة الكويت إلى مؤتمر الإسكان في القاهرة عام 1963، وقد خلص المؤتمر إلى أنه لا أمل في حل أزمة الإسكان. ويذكر أنه زار القدس عام 1965 ومعه زوجته، وصليا في مسجد الصخرة، وكانت تظن أن الصخرة معلقة، فأوقفها عليها؛ لتراها ويزول ما كانت تظنه من توهم، وقد أحيطت الصخرة بحاجز زجاجي لحمايتها. يقول جرى منحه في آخر عام 1980 جائزة الدولة التقديرية، وقد قدمت له أكثر وزارات الدولة هدايا تقديرية وشهادات ودروعاً، ولكن وزارة التربية لم تقدم له شيئا، فتفاجأ وزيرها! وسأل مساعديه عن السبب، فأطلق أحدهم كلمة بأن تكريم العجيري سيكون في شهر فبراير بمناسبة «يوم العلم» في مقر جامعة الكويت، وعندما حضر ألبسوه لباس التكريم، وقدموا له شهادة الدكتوراه الفخرية الأولى في تاريخ الجامعة التي يفتخر بها كونها من جامعة وطنه. ويقول: تعمد المنظمون في أمانة المجلس عام 1988 في مسقط عدم ترتيب المكرمين لنيل قلادة مجلس التعاون؛ ليتم تكريمهم من جميع القادة، ولكن المصادفة جعلته أمام الشيخ جابر الأحمد. وختم حديثه قائلا: ما زلت أحتفظ بالكثير الذي لا أبخل به على كل من يريد معرفة أو خبرة أوتجربة.