أكدت اختصاصية التغذية رند بدوي أن اختيار الإناء الذي تقدم به الوجبات، يؤثر على القيمة الغذائية للطعام، وقالت بدوي «كشفت الدراسات مؤخراً أن الأواني المصنوعة من الألمنيوم تتفاعل مع الطعام المعد بداخلها، وقد تغير من فائدته وخواصه، كما كشفت وجود مستويات عالية من الألمنيوم لدى المصابين بمرض «داء الخرف» الزهايمر، ومن عيوب استعمال هذه الأواني، أنها تجعل رائحة بعض الأطعمة أكثر نفاذًا خاصةً الخضراوات الصليبية مثل الملفوف والبروكلي والكرنب وما إلى ذلك، كما تؤثر على بعض الأصناف الغذائية البيضاء (مثل القرنبيط أو البطاطس) فيتحول لونها إلى اللون الأصفر أو البني، ورغم أن الأغذية الحمضية أو المالحة قد تزيد من تقشر الألمنيوم (مثل الطماطم أو الخل مثلاً) فإن كمية الألمنيوم التي نحصل عليها من هذه الأواني هي أقل مما نحصل عليه كل يوم طبيعياً من الطعام والماء، كما أن النحاس معدن سام، ولذا تطلى الأواني النحاسية عادة بطبقة من الألمنيوم أو الستانليس، ومع الاستعمال تتلف هذه الطبقة المبطنة للأواني بين آونة وأخرى، وقد حذرت منظمة الأغذية والأدوية من استعمال أواني النحاس غير المطلية، لأن من السهل أن يذوب النحاس مع بعض أنواع الأطعمة الحمضية أو المالحة، ما يعرض متناول الطعام لأخذ جرعة زائدة من النحاس، وتحدث له أعراض غثيان وقيء وإسهال، وقد أجرى الباحثون في جامعة «تكساس تيك» في لوبوك أبحاثًا في عام 1985 قاموا خلالها بقياس محتوى الحديد في الأطعمة التي يتم طهيها في أوانٍ مصنوعة من الحديد، ومن بين ما وصلوا له أن لحم البقر الذي يطبخ على نار هادئة (ونسبة الحديد فيه هي 0.7 ملجم من الحديد في كل 100 جرام / 3.5 أونصة من اللحم النيئ) قد تحوي في النهاية ما يصل إلى 3.4 ملجم من الحديد في كل 100 جرام بعد طبخها لمدة تزيد قليلاً على ساعة واحدة في وعاء مصنوع من الحديد، إلا أن الحديد الذي يتقشر من الإناء قد يكون من النوع الذي لا يستطيع الجسم تمثيله، كما أن زيادة كمية الحديد ليست أمراً جيداً بالضرورة فهو يشجع عملية الأكسدة وهي عملية سيئة بالنسبة للجسم، وقد يؤدي إلى فائض في تخزين الحديد لمن يعانون من داء الصباغ الدموي، ناصحة باستخدام الأواني المصنوعة من الزجاج كونها مادة محايدة لا تتفاعل مع الطعام.