فرضت أهزوجة «تُوبْ يا بحَرْ» شجوها على جمهور مهرجان «الساحل الشرقي» في الواجهة البحرية بالدمام، مستعيدة التراث البحري الخليجي المصاحب لرحلات الغوص والبحث عن اللؤلؤ قبل النفط. وتُعبّر الأهزوجة عن لسان أمٍّ فقدت أربعة من أولادها غرقاً في رحلات غوص سابقة، وجاء دورها لتودّع ولدها الخامس الذي «دخل البحر». ووسط تفاعل الجمهور ردّدت فرقة تراثية الأنشودة بصوت موحّد «تُوبْ تُوبْ يا بحَرْ – مَتْخاف امْن اللهْ يا بحَرْ- أخذْت اوْليديْ يا بحَرْ- أربعَهْ والخامسْ دخَلْ»، كما تفاعلوا مع عروض الغوص والأهازيج التي كان يمارسها «النواخذة» قديماً. واكتمل المشهد البحري التراثي باصطفاف 30 سفينة خشبية مصنوعة يدوياً؛ في الواجهة البحرية لتقلّ السياح في رحلات بحرية يومية. وطبقاً للمشرف على العمل «النوخذة» محمد الدوسري، فإن الفرقة تقدم عرضين نبدأهما بإيقاعات بحرية تبدأ بأداء «العرضة» لننتقل بعدها إلى «النهمة» وهي ما كان يردد من أهازيج على ظهر السفن أثناء عملية الغوص بحثاً عن المحّار لتقوية عزيمة البحّارة، والشد من أزرهم ثم الأصوات المصاحبة ل «دق الحب»، حيث تم دمج هذه الأصوات كلها في توليفة موسيقية واحدة جعلت الزوار يتفاعلون، وقد سُمح لبعض الزوار بركوب السفن والمشاركة في «العرضة». وأضاف الدوسري أن هذه العروض بهذه الكيفية تقام لأول مرة في المملكة، وهذا ما يميز مهرجان الساحل الشرقي عن باقي المهرجانات. من جانبه أوضح المرشد السياحي لتنظيم الرحلات السياحية عبدالمحسن أحمد السبيعي، أن هناك رحلات سياحية مصاحبة للمهرجان تنطلق من مجمع الراشد من الساعة الثالثة والنصف عصراً، ويتضمن برنامج الجولة زيارة فعاليات الساحل الشرقي وزيارة لمركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية «سايتك» وزيارة جزيرة المرجان ورحلة بحرية، ثم زيارة مركز تراث الصحراء في الخبر، وسيستمر هذا البرنامج طيلة أيام المهرجان. وكشف السبيعي عن وجود رحلة ومخيم «سفاري» سيقام للعائلات الخميس المقبل في الأحساء؛ حيث بدأ عديد من العائلات التسجيل في هذه الرحلة. وفي سياق متصل تشارك جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، في مهرجان الساحل الشرقي للتراث البحري ب 35 شاباً من فرقة شباب الجمعية، يقومون بتجسيد طقوس الغوص قديماً، وكيفية العمل على ظهر السفينة عند الإبحار أو على اليابسة قبل الدخول إلى البحر وغيرها مما يتعلق بالسفينة والعمل البحري، ومهامهم والمدة التي تكون على ظهر السفينة واستخراج اللؤلؤ، كما يستعرضون (الخراب) و(البريخة) وهي المرافقة لأعمال سحب الحبل المثبت للسفينة التي تصاحبها تصفيقات البحارة التي تشبه حركة الأمواج وتلاطمها بالسفينة، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية التي يمارسها الأطفال. يذكر أن الفنان راشد الورثان قام بتأليف وإخراج هذه المشاهد، وقام بدور الراوي الفنان خالد العبودي، وبدور النوخذة عبدالله الدوسري، وبدر عسيري في دور المجدمي (مساعد النوخذة)، وياسر عسيري بدور النهام، الذي ينهم في البحر على ظهر السفينة ويملك الصوت الجميل والشجي ويؤدي أغاني البحر. كما تشارك الجمعية في مرسم فني لعرض بعض الأعمال الفنية المتعلقة بالبحر والغوص، ومشاركة التشكيليين خلال أيام المهرجان في الرسم أمام الجمهور، ومشاركة الأطفال في الرسم الذين تجاوز عددهم في الأيام الثلاثة الأولى ألف طفل. يذكر أن المهرجان يقام في متنزه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالواجهة البحرية في الدمام، وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار ومجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية.