غزة – سلطان ناصر الجهاد الإسلامي: التهدئة انتهت وعلينا خطف جنودٍ إسرائيليين عرفات جرادات عمت أجواء غضبٍ شعبي الضفة الغربية وقطاع غزة خلال مسيراتٍ تقدمتها أمهات الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال وقيادات الفصائل الوطنية احتجاجا على استشهاد الأسير عرفات جرادات، (30 عاما) من الخليل، أثناء تعذيبه في سجن مجدو. وهددت الفصائل الفلسطينية خلال المسيرات بإنهاء التهدئة مع إسرائيل والبدء فوراً في «انتفاضة ثالثة» لتحرير الأسرى وفقاً لاستراتيجية عسكرية تتفق عليها المقاومة وتكون ركيزتها الأساسية خطف جنود إسرائيليين بهدف التبادل. واندلعت مواجهات عنيفة بين الجنود الإسرائيليين وشباب فلسطينيين في كافة مدن الضفة الغربية بالتزامن مع إعلان الأسرى داخل السجون عن إضراب مفتوح عن الطعام. وكان جرادات اعتُقِلَ من قِبَل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) في ال 18 من فبراير الجاري بتهمة رشق سيارات إسرائيلية بالحجارة بالقرب من بلدة كريات أربع، ويطالب مسؤولون فلسطينيون في حكومتي غزة والضفة بضرورة إجراء تحقيق دولي في ملابسات استشهاد جرادات، الذي تقول إسرائيل إنه توفي بسبب أزمة قلبية. في السياق ذاته، اعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الدكتور أحمد المدلل، أنه «لا وجود لتهدئة مع إسرائيل وأنها تتحمل عاقبة الجرائم التي تقترفها ضد الأسرى»، وأضاف ل «الشرق»: «على المقاومة الفلسطينية أن تنظر إلى أدواتها وأن تكوِّن استراتيجية عسكرية موحدة لخطف جنود إسرائيليين لإخراج أسرانا من داخل السجون». ورأى المدلل أن يتحدث الفلسطينيون بلغة السلاح التي يفهمها الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، وشدد على أن الفلسطينيين شعباً وقيادة مُطالَبين بتحمل المسؤولية تجاه الأسرى والبدء الفوري في إعلان انتفاضة ثالثة لتحريرهم، معتبرا أن أول خطوة فعلية لذلك تتمثل في تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام. بدوره، حمل القيادي في حماس، سامي أبو زهري، إسرائيل المسؤولية الكاملة عن قتل الأسير جرادات، وقال ل «الشرق» إن «العواقب والتطورات التي ستترتب على هذه الجريمة وخيمة وعلى إسرائيل إدراكها جيدا». وبيَّن أن «القوى الفلسطينية ستستخدم كل الوسائل الممكنة لإنقاذ الأسرى»، منتقدا الصمت العربي والعالمي تجاه ممارسات إسرائيل. في الوقت نفسه، دفع تصاعد حدة المواجهات في الضفة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإيفاد المحامي إسحق مولخو برسالة واضحة للقيادة الفلسطينية يطلب فيها حسبما نشرت الإذاعة الإسرائيلية وقف المواجهات الميدانية في ساحات الضفة الغربية تخوفاً من اندلاع انتفاضة ثالثة. وأظهر نتانياهو في رسالته «حسن النوايا» بالقول: «إن إسرائيل ستنقل بسرعة أموال الضرائب الفلسطينية عن شهر يناير الماضي إلى رام الله دون تأخير»، ما دفع وزير الأسرى، عيسى قراع، إلى الرد قائلاً: «الانتفاضة الشعبية بدأت بحالة عفوية، فالشرارة انطلقت تلقائياً رداً على استشهاد جرادات». من جانبه، اعتبر عضو المكتب السياسي لجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، أن المقاومة مُطالَبة بعدم البقاء مكتوفة الأيدي تجاه جرائم إسرائيل وأن التهدئة انتهت بعد استشهاد جرادات. وكشف أبو ظريفة ل «الشرق» عن مخاوف كبيرة لدى الجبهة على حياة بقية الأسرى وخاصة المضربين عن الطعام، محذراً إسرائيل من مغبة استشهاد أحدهم. ويتفق مسؤول حركة فتح في غزة، القيادي أحمد نصر، مع «أبو ظريفة» في اعتبار خطف الجنود الإسرائيليين حلاً أمثل لتحرير الأسرى، مستشهدا، خلال حديثه ل «الشرق»، بصفقة الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط، وواصفاً صمت المجتمع الدولي أمام انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى ب «العار». جانب من المسيرات