في عصر لم يكن يُعرف فيها سلاحٌ أفضل من السيف، صوّره الشاعر المتنبئ بقوله: السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب كان السيف هو الأداة الأكثر استخداماً في الحروب، وكذلك في تنفيذ الأحكام والقصاص. وتطور الزمن واخترع الإنسان أدوات أكثر فتكاً من السيف، وتنوعت استخدامات تنفيذ الأحكام القضائية في دول العالم ما بين رمياً بالرصاص أو صعقاً بالكهرباء، فيما لاتزال بعض الدول تستخدم الشنق، وهو أداة قديمة حديثة، إلى جانب استخدام السيف في تنفيذ الأحكام التي تستدعي إزهاق الأرواح التي قتلت أنفساً. في محاكمنا مازلنا نستخدم السيف في تنفيذ الأحكام، وأعداد السيافين تتناقص، بل إن تنفيذ حكم في مدينة أو محافظة صغيرة يتم فيه استدعاء سيّاف من المدن الكبيرة، وحدث في تنفيذ القصاص من «أفندي» في حائل أن تأخر السيّاف في الحضور من الرياض، مما أحدث بلبلة وشائعات تناولتها أجهزة الاتصالات الحديثة، بسرعة البرق. حتى الآن لم يستخدم الرصاص في تنفيذ القصاص، بالرغم من أن معظم قضايا القتل يكون فيها الرصاص حاضراً، فهل احتكار السيف على قضايا تنفيذ القصاص واجب ديني، أم أن المسألة اجتهاد. لا أعلم حقيقة، لكن بالتأكيد أن الأمر لدى هيئة كبار العلماء، بالرغم من أن أحد المشايخ ليس عضواً في الهيئة يرى أن القصاص يستدعي أن يتم بنفس الأداة التي استُخدمت في القتل، فهل نسمع يوماً تنفيذ القصاص في قاتل رمياً بالرصاص.