1 يسبق الربيع فصل الخريف ويفصل بينهما فصلان: الشتاء من جهة والصيف من الجهة الثانية. تدور السنة وتنتظم الفصول في دورة جديدة. لا تتطابق الأحداث ولكن تتكرر بعض السمات العامة. تحمل المراحل الأربعة في حركة الزمان أسماءها وصفاتها وصورها في وعي الكائنات الحية العاقلة. الربيع رفيق الخضرة، الخريف قرين الذبول، الصيف صانع فاكهة مشتهاة وحر يذيب الرؤى، والشتاء صقيع يجمد التفاصيل. البشر قد يشبهون الفصول! في الأغلب يشبهون السنة وتعبر عنهم كل التغيرات المناخية. يصنعون الزمن الفارق والمفارق عندما يسكنهم مزاج الربيع في سنة الربيع مهما كان اسم الفصل الذي لن يحول بينهم وبين تفتح زهور الحياة وذبول الخوف وصفرة الطمع والبحث عن الخيارات الضيقة. تستمر دورة الحياة وتذوب حيوات وتتفتح أخرى، لكنك لن تجد لسُنة الله تبديلا. الفصول تأتي وفق ترتيب ثابت وتتنقل صفاتها وطبائعها رغما عن هذا النظام لتصبغ العام/ أي عام مهما اختلفت فصوله بنفحة من حياة. 2 الحنين ترف، حضن الأم ترف، عناق صغارك ترف. الشباب، الصحة، الوفرة، السعادة، القراءة، الكتابة، الشوق، الحزن.. التفاصيل… كلها ترف. الموت فقط هو الضرورة، الحاجة والكفاف. يبحث عنا حتى يضمنا، يعصرنا إليه ويذيبنا فيه. يعلمنا الموت أنه حاجتنا ويفضح الترف الذي أمضينا حياتنا ونحن نتمرغ فيه.