الجرائم الأخلاقية مثل (علاقات محرمة، ابتزاز، خلوة.. إلخ) التي بدورها تُحط من كرامة الإنسان وعفته إلى الرذالة والخِسة بدأنا نراها في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة، بل إنها ومع مرور الوقت في تزايد يوماً تلو الآخر، ومن كل الفئات العمرية، أصبح الأمر مخيفاً نسبياً فلا تكاد تخلو صحفنا اليومية من قصص واقعية لشباب وفتيات ولسيدات ورجال أعمارهم تناهز الأربعين لوقوعهم في إحدى تلك الآفات. زوج يخون زوجته وأبناءه، أم أهانت حق الأمومة وحياتها الأسرية بضياع عفتها، وابنة انقادت لمشاعرها دون تفكير بتلك العواقب الوخيمة، وابن احتقر رجولته باتباعه لشهوته المحرمة. وبكثير من هذه الحالات، أصبح المجتمع بفئاته العمرية في تدهور، وفي انحطاط أخلاقي، وذلك مؤشر خطير لحياتنا وللأجيال القادمة ولا عجب أن تحصل تلك الآفات لوجود مقوماتها، فكما قال فرنك أوتلو: «راقب أفكارك لأنها ستصبح أفعالاً، راقب أفعالك لأنها ستصبح عادات، راقب عاداتك لأنها ستصبح طباعاً، راقب طباعك لأنها ستحدد مصيرك». والأفكار تتولد مما يلفت انتباهنا ومما يأخذ كثيراً من وقتنا، ولنراقب كل مَنْ وقع بذلك الداء ما كان يهمه وما يتابعه، نتيقن حقاً أن نعمة البصر بقدر ما هي نعمة إلا أنها نقمة لمَنْ لم يحسن التصرف بها، فمتابعة الأشخاص لكل ما يُعرض من قبح ودناءة تولّد بالشخص حباً للشهوة وغيرها مما لا يحمد عقباها، خصوصاً أن ما يتم عرضه من الأفلام والمسرحيات والإعلانات تعتمد اعتماداً رئيسياً على إثارة الشهوات. بالإضافة إلى الآثار السلبية الأخرى سواء بدنية، كما صرح الكثير من الأطباء ودينية، فهي تميت مبادئه الإنسانية وقيمه الإسلامية، وتكمن المشكلة العظمى في أن الغالب لا يتصور ولا يعي أبداً لما يُقال إلا حينما يقع في المصائب. وما يحصل من انحلال أخلاقي في المجتمعات يُرمى أولاً على عاتق كل مسؤول له صلاحيات التحكم في إغلاق الحسابات غير اللائقة، وفي تشفير تلك القنوات الماجنة، يأتي بعده أولياء الأمور، وكل مَنْ تحت يده رعية يرعاهم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته». والمسؤول الثالث رقابة الشخص الذاتية، والوازع الديني لديه وخوفه من الله. لابد من أن يتحصن المرء بالله، ويحتمي به من الوقوع في الانحلال الأخلاقي، ويبتعد عن كل ما يخدش عفته.