مضى عام على انهيار مشروع بوابات محافظات عرعرالغربية والشرقية على الطريق الدولي، ومازالت أنقاضها جاثمة على الأرض، رغم وعود أمانة منطقة الحدود الشمالية بالتحقيق لمعرفة أسباب انهيارها، ومحاسبة المقاول والشركة الذينِ تسلما المشروع. وحتى الآن، وبحسب المواطنين، لم تعرف نتائج التحقيق، كما لم يستأنف العمل لإكمال مشروع البوابات، ما يرسم أكثر من علامة استفهام حول القضية. أخطاء فنية من جهة ثانية، وضمن مشروعات الأمانة الضخمة، جاء مشروع جسر عرعر، الذي يقع وسط المدينة على الطريق الدولي المتجه إلى العراق، حيث تأخر البناء فيه لأكثر من ثمانية أشهر، وبحسب مصادر «الشرق»، فإن المشروع يعاني أخطاء فنية إنشائية ,إضافة إلى نشوب خلاف بين المقاولين والأمانة، أدّى إلى مماطلتهم وتوقفهم عن إكمال العديد من المشروعات التنموية في المنطقة. خلافات وأكد رئيس الغرفة التجارية الصناعية في منطقة الحدود الشمالية، ثاني بطي، أن هناك فجوة آخذة في الاتساع بين أمانة المنطقة وكثير من التجار، تسببت في تعطل كثير من المشروعات التنموية في المنطقة , مشيراً إلى أن «سوء التخطيط الاقتصادي، وسوء الإشراف، وعدم مواكبة التنمية، إضافة إلى عدم توفر العناصر الجاذبة والمحفزات، جعل التجار يتخوفون من الإقدام على الاستثمار في المنطقة». أقل الأسعار وقال بطي «إن مشروعات بوابات عرعر والجسر الجديد شاهدٌ على سوء التخطيط والإشراف»، وأضاف أن الأمانة تنظر عند طرح المناقصات لأقل الأسعار، وتسند المشروعات إلى بعض المقاولين غير المؤهلين، وبعض المقاولين يسلم أعماله من الباطن، مؤكداً أن هذه تعدّ من أسباب تعطل المشروعات وتأخيرها، إضافة إلى إسناد الأعمال لمكاتب استشارية دون دراسة من الجهة المشرفة؛ «لأن المكاتب هدفها تطبيق العقود دون النظر إلى جودة المشروع، وتتسلم مستخلص المقاول دون أن تشرف عليه، وهل كان بحسب المواصفات أم لا». تأخر تنموي على ذات الصعيد، عبّر مواطنون عن استيائهم من توقف وتعثر وفشل عدد من المشروعات التنموية في منطقة الحدود الشمالية، وعلى رأسها عاصمتها الإدارية عرعر، وحمّلوا الأمانة الجزء الأكبر من المسؤولية، وطالبوا بكشف نتائج التحقيقات عن توقف تلك المشروعات، مشيرين إلى خلافات ظهرت على السطح بين الأمانة ومقاولين، ومؤكدين أن المنطقة متأخرة تنموياً، وتحتاج إلى هذه المشروعات التي كلّفت الدولة مبالغ هائلة ذهبت أدراج الرياح. قوانين رادعة وحمّل المواطن عبدالله العنزي أمانة الشمالية تساهلها مع المقاولين، وإرساء مشروعاتها على شركات تماطل في تنفيذها بحسب المواصفات البلدية، وأضاف «غياب القوانين الرادعة والإشراف النزيه على المقاولين، جعلهم يتمادون في تسليم المشروعات ناقصة، والدليل انهيار البوابتين الغربية والشرقية، وتعطل كثير من المشروعات في محافظات ومراكز المنطقة». ولفت المواطن محمد العنزي إلى وجود خلافات ظهرت على السطح بين مقاولين وأمانة الشمالية، جعلتهم يماطلون في تسليم المشروعات في وقتها، مشيراً إلى أن مشروع الجسر الجديد في عرعر متوقف منذ ما يقارب ثمانية أشهر، والناس تتحدث عن وجود أخطاء فنية تسببت في توقفه، وقال «أمين المنطقة رجل يعمل بإخلاص، وأضاف الكثير للمنطقة، إلا أن هناك من يناكفه؛ لأنه يعمل وفق النظام ولا يجامل أحداً، وهذا النهج لم يتعود عليه تجّار المنطقة». سحب مشروعات من جهته، أكد أمين منطقة الحدود الشمالية، المهندس عبدالمنعم الراشد، صدورَ موافقة وزير الشؤون البلدية والقروية، صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز، على سحب مشروعين متعثرين في مدينة عرعر، بقيمة تصل إلى أكثر من ستة ملايين ريال. وأبان الراشد أن المشروع الأول يمثل تنفيذ مجسمات جمالية في عدد من ميادين عرعر، الذي سبق أن تم توقيع عقده في شهر ربيع الأول من عام 1430ه؛ بسبب التوقف التام عن العمل، وسحب معدات وعمال المقاول، أما المشروع الثاني فهو تنفيذ بوابة المطار في عرعر، الذي سبق أن تم ترسيته على إحدى المؤسسات الوطنية؛ بسبب التوقف التام عن العمل، وسحب المؤسسة معداتها وعمالتها من الموقع، إضافة إلى الرفع إلى الوزير بشأن سحب مشروعين آخرين؛ لتوقفهما عن العمل؛ المشروع الأول حفر آبار في قرية ابن شريم، والمشروع الثاني التخلص من النفايات في عرعر. كيبل ودراسة خاطئة وأوضح الراشد أن توقف مشروع الجسر لمدة ثمانية أشهر يعود إلى وجود كيبل كهربائي وشبكة ألياف بصرية تعترض موقعه، حيث تأخرت الجهات المعنية بترحيلها بالرغم من المتابعة المستمرة لذلك، إضافة إلى تقدم المكتب الاستشاري المشرف على المشروع بتقرير يفيد أن المخطط غير آمن، وجرى الرفع بذلك إلى الوزارة، وتبيّن بعد الدراسة عدم صحة ذلك. واتضح أن مشروع الجسر آمن، مؤكداً مباشرة العمل مجدداً في المشروع، والاستمرار مع المقاول وفق الجدول الزمني بمتابعة من قبل الأمانة. بطي: الأمانة تنظر لأقل التكاليف وتسند المشروعات لمقاولين غير مؤهلين البوابة الغربية انهارت بسبب خطأ إنشائي (تصوير: مرضي المطرفي) المهندس عبدالمنعم الراشد ثاني بطي