عندما يقول أحمدي نجاد، وهو الرئيس الإيراني لمن لا يعرف ذلك، إن على النظام السوري أن يستمع إلى مطالب شعبه، وفي اليوم التالي يرسل الأسلحة والمتفجرات والدولارات -إن وجدت هذه الأيام في إيران- إلى الطاغية بشار الأسد للاستمرار في قتل شعبه، هل يعني أحمدي نجاد أن الاستماع إلى الشعب يتم بقتله وتدمير بيوته ونهب المحلات التجارية والترويع والخطف والقصف؟ هل الاستماع إلى الشعب يتم هكذا على الطريقة الإيرانية؟ ترى ما الذي يقصده الرئيس الإيراني من مثل هذه التصريحات التي يكررها بين الحين والآخر؟ ألا تعكس هذه التصريحات العجيبة شعور أحمدي بأن النظام السوري ساقط لا محالة وأنه لابد من التأسيس لخط الرجعة؟ ألا تعكس هذه التصريحات شعور النظام الإيراني بأن رهانه خاسر وبائس وأن المسألة هي مسألة وقت لا أكثر؟ ألا يعرف النظام الإيراني أن كل ما يقدمه وقدمه منذ الثورة السورية إلى النظام سيذهب أدراج الرياح؟ وعلى الرغم من كل ذلك يقدم النظام الإيراني كل ما يستطيع، ويدافع عن بشار الأسد ليس من باب بصيص الأمل الذي يراهن عليه في بقاء النظام بل من باب أن تخليه عن سوريا يعني تداعي كل الجبهة الإيرانية في المنطقة التي صرفت عليها إيران المليارات على مدى السنوات الثلاثين الماضية. ويعني أيضا أن إيران تريد أن تستقطب ما تستطيع من المعارضة السورية الملونة والمختلفة.