الحج مقياس لخُلق المسلم فلا شك أنه يكشف صدق أخلاق المسلم، ومقدار تربيته على أصول الإسلام ومبادئه، فكثير من ينظر للحج من باب واحد، وهو أنه مقتصر على أداء المناسك فقط، ما بين طواف وسعي ووقوف بعرفات، ورمي الجمرات، والمبيت بمنى، إلى طواف الوادع، دون الاقتداء بهدي النبي -صلى الله عليه وسلم- أو الالتزام بالأمور الإيمانية، فما يحصل من تزاحم عند الطواف، وعند رمي الجمار، والتقاتل لتقبيل الحجر الأسود، وكذلك عدم الاهتمام بنظافة المحيط الذي قد يوجد فيه الحاج، بالإضافة إلى أنك تجد أن البعض يقول «نفسي.. نفسي» دون رحمة للكبير، أو شفقة على الصغير، أو أن تجد لسانه لا يتوقف عن السباب والشتم، أو القذف، فجميعها -وإن تعددت السلوكيات- تنافي أصول الحج، وقد تنقص أجر وثواب الحاج، وقد قال الله تعالى: «فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ» [البقرة: 197]. لذلك لابد من الربط بين الشق الفقهي والإيماني الذي يتساهل فيه كثيرون، فاهتمامك بالخُلق، والحرص على عدم إيذاء المسلمين، أو إلحاق الضرر بالآخرين، واحترام الأنظمة والتوجيهات الأمنية، يسهل وييسر لك أمور العبادة، ويزيل عنك كثيرا من المتاعب التي أنت في غنى عنها، لو التزمت بالأدب الإسلامي، والخلق الفضيل، وحرصت على توعية نفسك بالاطلاع والفهم.