قالت شركة تايكو الأمريكية ل»الشرق»: إنها كشفت قضية رشاوى أرامكو السعودية من خلال مراجعاتها الداخلية للحكومة الأمريكية، مشيرة إلى أنها اتخذت تدابير واسعة ومحددة بخصوص القضية، وقالت «نحن سعداء بالكشف عن هذه القضية». وأضافت «أنها ملتزمة بالمحافظة على برامج شكاوى صارمة لجميع نشاطات الشركة، فنحن لدينا برنامج شكاوى صارم جدا، ونعمل على تدقيقات داخلية واضحة وشاملة»، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أن «تايكو» تحمل سجلاً حافلاً بالرشاوى والمخالفات غير النظامية، وثبت تورطها مع حكومة بلدها في قضايا مشابهة تتعلق بدفع عمولات ورشاوى، إلى جانب تورطها مع شركات أخرى حول العالم. وقالت المصادر ذاتها: إن المبالغ المالية التي تزعم الشركة الأمريكية تقديمها لمسؤولي شركة أرامكو ك «رشى» قد تم تحويلها إلى حسابات خاصة بهم في بنوك سويسرية، مما يصعب تتبعها، ومعرفة مصدرها، وتوقيت تحويلها، بسبب قانون سرية المعلومات البنكية، وهو الأمر – بحسب المصادر- الذي دفع حكومات عالمية منذ سنوات إلى مطالبة الحكومة السويسرية برفع الحظر عن سرية مثل تلك الحسابات، لمعرفة مصادر المبالغ المالية التي تودع فيها. ورجحت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن تتحفظ أرامكو على الإعلان عن بيانات وأسماء المتورطين في هذه القضية، تجنبا لحدوث ما وصفه ب «الصدمة في الشارع السعودي». إلى ذلك، كشفت مصادر ل «الشرق» أن هيئة مكافحة الفساد «نزاهة» اتخذت إجراءات رسمية لتقصي الحقائق حول حصول موظفين من شركة أرامكو السعودية على رشى من شركة «تايكو» الأمريكية، بين عامي 2003 و2006، مؤكدة أن الهيئة تجمع المعلومات المتوفرة حالياً، تمهيداً لفتح تحقيق موسع مع الأطراف المعنية بالقضية التي فجرتها الشركة الأمريكية نفسها. وكانت شركة أرامكو السعودية قد قالت يوم الجمعة الماضية: إنها اطلعت ببالغ الاستياء على التقارير المتعلقة بتورط شركة «تايكو» في تقديم رشاوى إلى موظفين في عدة جهات وشركات في أنحاء العالم، شملت أرامكو السعودية ما بين عامي 2003م و2006م، مشيرة إلى أنها ستتخذ كافة الإجراءات لكشف الحقيقة.
