عبدالرحمن العكيمي دعا نائب رئيس النادي الأدبي بتبوك، عبدالرحمن العكيمي إلى إعادة قراءة الحوادث الثقافية المهمة في تاريخ المملكة العربية السعودية. وجاءت هذه الدعوة في مداخلة للعكيمي خلال ندوة أقامها النادي الأدبي مساء أمس الأول تحت عنوان «الوطن في يوم الوطن»، تطرق خلالها إلى تعامل الملك عبدالعزيز مع شكاوى واعتراضات بعض المتشددين على بعض الكتب. واستشهد العكيمي بتعامل الملك المؤسس مع اعتراضات متشددين على صدور كتاب «خواطر مصرحة» للأديب محمد حسن عواد في العام 1354ه، موضحا أن الملك عبدالعزيز شكل لجنة لفحص الكتاب، وجاء رده بعد ذلك، بأن ما حواه الكتاب، «أفكار كتبت بالقلم، فردوا عليه بنفس القلم»، موضحا أن المؤسس قال أيضا إننا لن نمنع الأفكار الشابة أن تنشأ في مملكتنا الفتية. وأكد العكيمي أن رد الملك المؤسس جاء ليفتح آفاقا جديدة للحوار والتأليف والكتابة، ويقف في وجه الآراء المتشنجة، مطالباً بإعادة قراءة تلك الحوادث الثقافية المهمة في ذكرى اليوم الوطني. وشارك في الندوة، التي أدارها الدكتور مطلق البلوي، الدكتور يوسف الثقفي، الدكتور عائض الزهراني، والدكتورة لطيفة العدواني، الدكتور عبداللطيف الحميد، الذي علق على مداخلة العكيمي بأن تلك الحادثة للأديب محمد حسن عواد أبرزت كيف كان يتعامل الملك عبدالعزيز مع القضايا الأدبية والفكرية، موضحا أن هناك قضايا مشابهة لها في العقيدة، وتعامل معها بشكل مناسب. وكان الدكتور يوسف الثقفي تحدث في الندوة عن مرحلة ما قبل التوحيد، مبيناً أن البلاد كانت تعيش حالة من الفوضى والرعب وانعدام الأمن وتشتت سكانها وتناحرهم، قبل أن توحد البلاد على يد مؤسسها، الذي وضع مشروع توطين البادية، مشيراً إلى أن هذا المشروع من أكبر مشروعات الملك عبدالعزيز. وفي الوقت المخصص له، تحدث الدكتور عائض الزهراني عن شخصية الملك عبدالعزيز وخوضه العديد من الحروب حتى تحقق حلمه في توحيد هذه البلاد، مبينا اهتمام الملك الراحل بأهمية التعليم وكذلك الحالة الاقتصادية للبلاد. أما الدكتورة لطيفة العدواني فتحدثت عن دور المرأة وما حظيت به في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وقالت إن المرأة السعودية اليوم هي أكثر نساء العالم فخرا، مشيرة إلى أن عهد الملك عبدالله هو عهد إنجازات المرأة السعودية من خلال حصولها على مناصب قيادية، والترشح لمجلس الشورى، ومشاركتها في القطاع الصحي والتعليمي والإعلامي، وفتح باب الابتعاث لها، وتأنيث المحلات التجارية، التي تعنى بالمستلزمات النسائية، وكذلك منحها قروضاً سكنية لإعالة أسرتها. وتطرق الدكتور عبداللطيف الحميد في حديثه إلى اليوم الوطني، ومفهوم الوطن، ومفهوم الأمة، مستعرضا عددا من المحطات التاريخية، وموضحا أن الأعمدة التي بنى عليها الملك عبدالعزيز دولته، هي: الدين، الكرم، العفو، السرية، النزاهة، العدل، قوة الذاكرة، الفطنة، والمثابرة.