الأمير فهد بن عبدالله – الرئيس العام لهيئة الطيران المدني في هذا اليوم المجيد للمملكة العربية السعودية تحل ذكرى اليوم الوطني لبلادنا الغالية.. وهو اليوم الأغر الذي نستذكر فيه بكل فخر واعتزاز قائد مسيرة الخير والعطاء والدنا المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، الذي استطاع بحنكته السياسية ورؤيته الاستراتيجية جمع الشمل ولم شتات هذا الوطن المعطاء.. فرسم أروع الصور وأبلغها وسطر أمجاد هذا الوطن عبر رحلته المباركة لتأسيس هذا الكيان الكبير على ثوابت عظيمة.. كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ليصبح بنياناً قوياً راسخاً ينعم بالأمن والاستقرار والمنعة.. لقد أقام الملك المؤسس ورجاله الميامين دولة فتية تحولت إلى نموذج للدولة الحديثة.. حيث شيّد قواعد هذا البناء الشامخ ووضع منطلقاته وثوابته التي مازلنا نقتبس منها لتنير حاضرنا ونستشرف بها ملامح مستقبلنا، فقد وقف التاريخ شاهداً على بطولاته –يرحمه الله- وإنجازاته وعطاءاته التي كان من شأنها تهيئة السبل لانطلاقة حضارية حديثة.. مسيرة انطلقت نحو آفاق الحداثة في البناء والنمو والتكنولوجيا.. لم تقتصر أبعادها على الداخل، بل تميزت أيضاً بمستويات إقليمية وعربية وإسلامية ودولية.. مسيرة تعهدها أبناؤه البررة من بعده -رحمهم الله جميعاً- لتستمر وتتقدم حتى بلغت ذروتها في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. إنهم قادة أخلصوا لوطنهم، وتفانوا في رفعته حتى أصبحت للمملكة مكانة متميزة وكبيرة بين الأمم.. وتحققت للوطن والمواطن مكتسبات عديدة أثارت انتباه وإعجاب المؤرخين والمحللين في العالم أجمع.. لقد أضاف والدنا وراعي نهضتنا الملك عبدالله -حفظه الله وأمده بالصحة والعافية- على هذا الصرح إضافات مميزة انطلقت من سياسة حكيمة قادها ووظف فيها خبرته وحنكته ونظرته الثاقبة للتفاعل بشكل إيجابي مع التحديات والمتغيرات على نحو يواكب الركب الحضاري ويستوعب المعطيات الحديثة دون تخلفٍ ودون مساس بالعقيدة.. وظل المواطن هو الهدف الأول ومحور اهتمام القيادة الحكيمة إيماناً منها بأن أبناء الوطن هم أغلى ثروة يعول عليها في مواصلة البناء والتطوير ونقل المجتمع السعودي إلى أعلى المستويات، وتعزيز مشاركته الحضارية في جميع المحافل الدولية، والرقي به ليحتل مكانة مميزة بين الشعوب.. وانطلاقاً من تلك السياسة الحكيمة حققت معدلات نمو قياسية ونوعية لا تقارن مع الفترة الزمنية التي تحققت فيها.وإذ تحتفل المملكة العربية السعودية بيومها الوطني، فهي تعكس في ذات الوقت صورة مشرقة أمام العالم تجسد أروع صور التلاحم والوفاء بين القيادة والشعب.. فها هم المواطنون يقفون جميعاً خلف قيادتنا الرشيدة.. ويعدّ ذلك التلاحم بين القادة والشعب من المعالم المميزة للمملكة.. ومن أكبر وأهم النعم التي ننعم بها في هذا الوطن الغالي. وتأتي ذكرى اليوم الوطني هذا العام متزامنة مع إنجاز عديد من الصروح الحضارية في مختلف القطاعات التنموية، وفي مجال الطيران المدني على وجه الخصوص، حيث حظيت الهيئة العامة للطيران المدني بدعم كبير من حكومة خادم الحرمين.. فشهد قطاع الطيران المدني مشروعات كثيرة لمواكبة التوسع الاقتصادي والنمو السكاني، وزيادة الطلب على خدمات النقل الجوي.. إذ تطور عدد المسافرين عبر مطارات المملكة تطوراً كبيراً عاماً بعد عام، فبعد أن اقتصر على نحو (21) مليون مسافر في جميع مطارات المملكة في عام 1990م بلغ في عام 2011م نحو (54,5) مليون مسافر.. ونظراً لهذا النمو المتزايد، كان من الضروري تبني عدد من المشروعات وتفاوتت تلك المشروعات في حجمها، فبعضها مثّل مشروعات لمطارات جديدة بالكامل، وبعضها الآخر مثل مشروعات تطويرية جذرية لعدد من المطارات، وقد استهدفت في مجملها استيعاب تلك الزيادة ورفع مستوى الخدمات، وجاء في مقدمة تلك المشروعات مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، الذي يجري تنفيذه في الوقت الراهن بوتيرة متسارعة وفقاً لجدوله الزمني، وستبلغ طاقة المطار الاستيعابية قبل نهاية عام 2014م إن شاء الله (ثلاثين) مليون مسافر سنوياً عند اكتمال وافتتاح المرحلة الأولى، وصولاً إلى (ثمانين) مليون مسافر بعد اكتمال مرحلته الثالثة، وسيواكب المطار الجديد مستجدات التقنية في صناعة الطيران المدني، وسيكون قادراً على استيعاب الطائرات العملاقة، كما تعكف الهيئة العامة للطيران المدني على تنفيذ عدد كبير من المشروعات التطويرية لأغلب مطارات المملكة الداخلية، فيما تُعد الدراسات والمخططات للتطوير الجذري كلياً لبعض المطارات في عدد من المدن المملكة، فضلاً عن المشروعات المتعلقة بتطوير الأنظمة المتعلقة بالسلامة والنظم الملاحية والتشغيلية، وتوفير أكبر قدر ممكن من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص.على الجانب الآخر، مضت الهيئة قدماً في تنفيذ برامجها الخاصة بتنمية وتطوير الكوادر الوطنية العاملة في الهيئة باعتبارها ثروتها الأساسية، حيث ظل تأمين احتياجات الطيران المدني من الكفاءات الوطنية المدربة من الأهداف الاستراتيجية التي حرصت الهيئة على تحقيقها. وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعاً يسرني أن أنتهز هذه المناسبة لأرفع باسمى وباسم جميع أعضاء مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني، وجميع منسوبي الهيئة، أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وجميع أفراد الشعب السعودي الكريم.. داعياً المولى عز وجل أن يحفظ لبلادنا قادتها، وأن يسدد على دروب الخير خطاهم، ويديم على مملكتنا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار.