من المعروف أن البلاد التي يتسم ويتميّز مناخها بالبرودة كأوروبا وغيرها، تكون ملابس الناس فيها ضَيّقة لصيقة بالأجساد وغير فضفاضة، وذلك طلباً للدفء. أما في البلدان التي يغلب على طقسها الحَرّ والجفاف كبلادنا بشكل عام فإن الناس يرتدون الملابس الفضفاضة. وانطلاقا مما وَرَدَ على موقع CNN الإلكتروني تبيّن أن مواكبة آخر صيحات الموضة النسائية تتطلب ثمناً باهظاً يتعدى المبلغ المادي المدفوع ثمناً للسلعة، إذ يزعم اختصاصيون أن ارتداء بعض الأزياء قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة الجسد خصوصاً موديلات وتصاميم سراويل «الجينز» الضيِّقة، والسراويل الجلدية «الأَضيق». يقول الباحث «أوكتا فيوبيسا» إن ارتداء هذه السراويل قد يسبب الضغط العصبي والخَدَر إضافة إلى مشكلات في الجهاز الهضمي وأن الزنّار والحزام اللذين يعصران الخصر يشوشان على حركة التنفس، كذلك فإن كل أنواع»المشدات» الضاغطة وجميع أدوات وإكسسوارت «ضبضبة» البدن ولملمته وحصره وسجنه إلى درجة التفطيس والاختناق، توصل إلى إماتة الخلايا وعرقلة مسار الدورة الدموية، هذا إلى جانب الأحذية العصرية ذات الكعوب العالية جداً بمقدماتها الضيقة التي من شأنها أن تسبب تشوّهات غير قابلة للتصحيح في عضلات وعظام القدمين، وتقلِّص أنسجة عضلة الساق مع إمكانية تَلَف الأعصاب والتواء الكاحل. ومع أن غالبية الملابس الضيقة ترتديها النساء وبرغم معاناتهن منها لكنها مواكبة الموضة ، فإن الأمور الحياتية «الضيِّقة» يتقاسمها الرجال والنساء على حد سواء. يقول الشاعر: « ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل» ،أي أن العيش صعب لدى الأكثرية الساحقة من البشر، فهو يحاصر الإنسان ويضعه في «ضيقة» خانقة تؤدي به إلى الرهان على وهم الأمل بالفرج الآتي من المجهول! ومهما كان الأمر فإن نتائج «الضِيْق» وتداعيات «الضَيِّق» تشكل بسلبياتها كل معاني الحشر « والزرك» و»الزنق» والغمّ والهمّ، وهي نقيض الوضع المريح ونقيض «الفضفضة» و»الرَحْرَحَة» والانشراح. ولهذا كثرت الأمثال والعبارات والحكم مثل «الصديق وقت الضِيْق». فلان ضاقت بوجهه الدنيا. علاّن ضيّقوا الخناق عليه. ويقال أيضا: ضائقة مالية. وضِيق ذات اليد، وصولاً إلى القول: ضِقْتُ ذرعاً من بعض أصحاب التفكير الضَيِّق مع أن ملابسهم فضفاضة!!.