اليوم هو أول يوم من أيام عيد الفطر السعيد.. إذاً ( غنوا ارقصوا افرحوا) ولاتأخذكم نكادة صاحبنا (المتنبي ب ( عيد بأي حال) بل بتفاؤل ابن الرومي (ولما انقضى شهر الصيام بفضله تجلَّى هلالُ العيدِ من جانبِ الغربِ) رغم أنني من العشاق والمهوسين حد الثمالة بشعر «أبو الطيب المتنبي» ولكنني ضد سوداويته وظلاميته في بعض الأحيان، وتلك الظلامية التي جرّت علينا الكآبة والهم والغم في ليلة العيد، تلك الليلة التي لاتحتمل ذلك، ولكنني على الضفة الأخرى أنا من الحزب الكلثومي الذي يتغنّى ب ( ياليلة العيد أنستينا ) فأنا وغيري من الشعراء نتخذ من المتنبي رمزاً شعرياً كبيراً في معرفته ورؤيته بتفاصيل هذه الحياة، ومن خلال تمسكنا بمبادئه المتنبية التي ننطلق لفضائها الرحب من حلكة الظلمة إلى فضاء النور، ولكن حينما ننظرإلى تلك المسببات التي جعلت صديقنا «أبو الطيب» يقرض ذلك (البيت قرضاً ) ليست مشكلة القروض السكنية أوغلاء الإيجار أو عدم تملكه مسكناً في فنائه يرنو به، ولكنه ربما فسّر وحلّل ثقافة الفرح لدينا وكتب بيته الشهير أوكما يقولون المعنى في بطن الشاعر ! وكأنه يقرأ المستقبل الفرائحي لنا ولذا سُمّي بالمتنبي ولكني أنا أجزم جزماً صريحاً أنه قرأ ثقافتنا وأفراحنا وأتراحنا التي تشبه بعضهما بعضا وبذا ثقافة الفرح لدينا معدومة وموصومة بعار العيب، ندخل منتشين بمجالسنا اليومية فرحاً وازدهاء ونرى وجوها مكفهرة حزينة شاحبة وكأن هناك خطباً ما كارثياً وليست هذه إشراقة عيد جديد، نتجرد من ممارسة طفولتنا بكلمة ( عيب أو اعقل أو خلك رجال) ونحبط ! أيعقل كيف يكون لطفل أن يكون رجلاً؟ هل يتجرد من طفولته لكي يكون بأعين هؤلاء رجلا ؟ !