من جماليات الإسلام أننا لانكره ذات المخطئ بل نكره فعله؛ ولذلك ورد في القرآن الكريم:»إنك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء» انظر إلى قوله تعالى: أحببت؛ حيث أحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – شخص المخطئ وتمنى له الهداية. إننا بكراهيتنا لذات المخطئ نغطي مساحة الهداية في الوجود التي كنا نريدها؛ ولا تتحقق إلا في ذات المخطئ لكننا إن أحببنا ذاته صار أمامنا هدفا منشودا، ومعنى واضحا، ومساحة كافية، ليمد يده فنصافحه بتركيزنا على ذات المخطئ، ومحبتها سوف يكون لدينا مساحة كافية جدا لزرع شجرة، أوحياكة ثوب، أو إماطة أذى، أو صنع مُعلمٍ أو مخترعٍ ومهندس أو دكتور، وسوف يكون لدينا سارق وعاق لوالديه ومفسد إن نظرنا إلى ذاته بالكراهية، فبنظرنا إلى ذات المخطئ بالحب تعزيز لنقاط القوة لديه، الأمر الذي سيبني العائلة، فالمدرسة، فالمؤسسة،فالدولة. إننا بتركيزنا على نقاط الضعف، وتجاهل نقاط القوة، نصنع إنسانا عاديا ضاع عمره لتتساوى نقاط ضعفه مع قوته، لكننا إن ركزنا على نقاط القوة صنعنا إنسانا فذا غير عادي في مهارته، ونقاط ضعفه ستقوى مع الوقت لامحالة، إنني بكل تأكيد ماأحب قوله هو: إن الشمس التي تلسعنا بحرارتها في الصيف هي ذاتها الشمس التي نتمناها في الشتاء. في الغرب يحاول كبار السن والعقلاء أن لايوجهوا الطفل إلى أي آثار عنف أو كراهية، وإذا تعرض لشيء من ذلك أخذوا معه جلسات علاجية مكثفة؛ لتمحى الصورة التي خزنها في ذاكرته؛ يريدون أطفالهم أن يكونوا رسل محبة وسلام ينفعون الناس والبشرية ويخدمون أوطانهم ويبلغون رسالتها لسائر الأوطان ونحن للأسف يخزن الكبار منا عوائد حقدهم وكراهيتهم في نفوس الصغار الطفل: «بابا أنا لا أحب هذا انظر ماذا يفعل» الأب: «لايا ولدي فعله غلط لكن هو طيب، انظر ياولدي إنه هو «الطبيب الذي يعالجنا – المهندس الذي اخترع لنا – المنظف الذي يقم لنا – الحايك الذي يخيط لنا» حوار ما أروعه وما أبهاه ستظل شمس الحب والسعادة مشرقة به علينا.