بدأت أم منتظر (41 عاماً) العمل في مجال الحياكة منذ 31 عاماً، تأثراً بإحدى جاراتها، التي كانت تعمل على حياكة «ليف الاستحمام» وبيعها لنساء الحي، وتقول أم منتظر عن بداياتها «كنت أنظر لجارتنا وهي تقوم بعملية الحياكة وأنبهر من خفة يدها، وأتمنى لو كان بوسعي أخذ الخيوط من يدها وتقليدها؛ ما دفعني لدراسة مادة التفصيل في المدرسة، لكنها لم ترضِ طموحي أمام ما كانت تفعله جارتنا، فحاولت تطوير نفسي بشراء الخيوط والقيام ببعض التجارب الصغيرة، حتى كبرتُ وكبرتْ معي موهبة الحياكة، وعندما أنجبت طفلتي الأولى، صنعت ملابسها ومفارشها الشتوية جميعها بيدي، وكان شعوري بحياكتها مختلفاً». وأضافت «حرصت على متابعة دروس الخياطة اليدوية عبر المواقع المتخصصة على شبكة الإنترنت ويوتيوب، بتقليدها والابتكار فيها، وتعلمت منها الكثير، كما كان لتشجيع أهلي دور كبير في إجادتي لمجال الحياكة، بعد رؤيتهم ما صنعت لابنتي، وكنت حينها في ضائقة مادية لن يخرجني منها سوى العمل، فأصبحت أحيك أنواعاً مختلفة، ما بين مفارش وملابس مواليد صوفية كانت أو قطنية، وكذلك القبعات والحقائب بجميع خاماتها، قطن وصوف وكروشيه، وبعدها أقوم ببيعها للمقربين من الأهل والأصدقاء، الذين قاموا بدورهم بالإعلان عن بضاعتي، حتى أني فوجئت بإقبال كبير على ما أقوم بصناعته، لأقرر بعد ذلك الانخراط في هذا المجال بشكل أكبر». وأكدت أم منتظر أن العمل في الحياكة يوفر لها دخلاً مادياً مميزاً، وممارسة هواية عشقتها منذ نعومة أظافرها، مشيرة إلى أنها قامت بعرض بضاعتها في عدة مهرجانات ولاقت استحسانا كبيراً، مبينة أن النساء يفضلن ما يصنع يدوياً على الجاهز رغبة في تميز أطفالهن، حيث تختار الأم ألوان الخيوط المطلوبة. وعن الموضات الحديثة، أكدت أم منتظر أنها تستعين ببناتها في اختيار ألوان الخيوط بما يتماشى مع الموديل. وأوضحت أن الحياكة تعد عملاً شاقاً رغم جمال نتائجها، وقالت «أعمل طوال الليل، وأعطي مواعيد معينة لتسليم الطلبات التي يتوجب عليّ إنهاؤها وتسليمها في موعدها المحدد، ويسوؤني أن بعض الزبونات لا يقدرن قيمة العمل اليدوي ومشقته».وقدمت أم منتظر شرحاً وافياً عن أشكال الغرز ومسمياتها، وبينت أنها تنقسم لقسمين؛ منها الأساسي الذي يشمل (السلسلة، المنزلقة، العمود، نصف العمود)، والفرعي الذي يشمل (العمود، الصدفة، الأناناسة، المكسيكية، وغيرها). وعبرت أم منتظر عن سعادتها بعملها في الحياكة، والمتعة التي تشعر بها بعد الانتهاء من صنع كل قطعة، وقالت «أسعى إلى إيجاد نوع من الألفة في حياتي بممارستي للحياكة، ولا أجد عيباً في عمل المرأة وحرصها على المساعدة المادية والمعنوية في منزلها».