قرأت لها بعد صلاة الضحى من يوم الأحد السادس من رجب (المعذبون في الخليج) حروف مضيئة ، استمطرت دمعها الوضاء ، واستمطرنا معها البحر الأحمر والأبيض المتوسط ، وبلعناها بالملح والكتشب والفلفل الحار ودندنا لها على طبلة الحراب والعراب والغراب . قالت بدون وقلت مانتي بدوني أنتي عربية ساس والناس يدرون أنتي عيوني ساكنة في عيوني هذا الصحيح وزبدة الهرج مضمون الرأس شاب وجيت حد الجنوني وأزوال وأجد بين صاحي ومجنون ودائماً كاتب الشرق المتألق (شافي الوسعان) يدق ناقوس الحقيقة والبحث عن الرحمة ، وهموم الناس ، بعقلية المبدع المثقف الذي ينبع من ذاته حب إخوانه وأخواته ، بجميع فئاتهم المخملية والفقرية ، والدق في القرن الواحد والعشرين حلال ، حيث أن هذه القضية من صميم التكافل الاجتماعي والإنساني والأمني والسياسي ، وكما قال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى) وحتماً عدم حلها لسنين متراكمة جعلها ككرة الثلج في الماضي القريب ، وككرة اللهب في الحاضر المريب ، فأستحلفكم بالله لا ندع الأشباح ترسم بأيادٍ خفية قضايانا الإنسانية ، وتبيع وتشتري بفلذات أكبادنا ، ويركب موجة آلامنا خصومنا الظلمة والفاسدين ، من بعض الإصلاحيين المؤدلجين بأهداف مشبوهة ، والذين يريدون البروز من خلال أحلامنا ، وهم يعرفون كيف يصنعون منا بعد صهرنا الكيك اللذيذ والجريش ويضعون خارطة الطريق لبعض منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تبحث بالمجهر عن شيء ما ، ويسرها رؤية القلوب السوداء في بلادي النقيّة البيضاء وأنا عندما طرقت هذا الموضوع . فهذه قضيتي ومشكلتي ولكن هو طرقها لأنها طرقت كيانه الإنساني . وتصوروا كم اجتمع في قلبه النابض ، من أطفال ونساء وشباب وكهول ، ولمس حبهم الكبير للخليج واتحاده الذي هم جزء منه ، واستبسلوا في الدفاع عن إحدى دوله العزيزة ، عندما كشر الخونة وأظهروا أنيابهم في لحظة غدر وخيانه ، فاسمحوا لي بإعادة الصرخة بشفاه حزينة وأفواه جائعة وملامح مخطوفة (والله حرام عليكم نحن بشر) مضيفاً إليها دموع والدتي وصرختي الخاصة (حرام عليكم بكت أمي) والباقي خذوه شعراً وأنصتوا احتراماً لوالديكم دموع الماما سالت ماما بكت يا شافي بعض العرب لا قالت تضرب بالوتر الخافي وش حيلتي يا شافي ف مسلسلن خرافي ليله طويل وحالك أسود بلون الكافي وينك يا القلب الأبيض مثل حليب الصافي ومنقطن بالوردي له وقفةً تنشافي ردوا علي يا سادة هبوا ثقال وخفافي ضوئيّة لمقال الوسعان المنشور بتاريخ 27 مايو الماضي (الشرق)