أحيلكُم لدراسة أمريكية نشرتها «الشرق» في عددها (163) فصّلَت أحوال السعوديين على الإنترنت، وتناولت التأثير الفاعل للمشايخ على متابعيهم في الشبكة، وكيف أن المجتمع الغربي يعرف كلّ صغيرة وكبيرة عن الوضع هنا! دراسةٌ دقيقة رصينةٌ، ومع هذا من الممكن أن يُشكّك فيها متابعٌ «ما» قائلاً: «وماذا لو كانت حسابات ومواقع فضيلة المشايخ -وهي عيّنة الدراسة- وهميّةً أو «مُنتَحَلة» طالما الموضوع أصبح موضة؟ وكيف تأكّدَ الباحثون في دراستهم من حقيقة الحساب؟ يتجاهل قارئٌ آخر في تعليقه تفاصيل الدراسة المثيرة، وكلّ هذه التساؤلات ليقفز بسؤاله: «وهُم وِش دخّلهم فينا»؟ هُم -يا عزيزي- قد طفحوا من بحثهم في كل شأن من شؤونهم -أفلحوا أم لم يُفلِحوا- حتى انتقلوا إلى عالم الحيوان -أُكرِمتُم- ومن ثمّ إلى العالم العربي! فِرق البحث العلمي عندهم تجوب العالم جرياً وراء قضايا تعالجها بحثاً وإخضاعاً للمعامل، ونحن هنا نبحث في إمكانية توسيع خزّان المنزل الأرضي لاستيعاب أكبر كمية من المياه! وأيهما آكد حاجةً إلى التوسعة: عقولُنا لتكبُر وتستوعب وتبحث في حقيقة كلّ هذا الطيش أم خزّاناتنا؟ لو ساند الفريق العلمي باحثٌ رصينٌ (منّا وفينا) لكان أضاف: مما يميّزنا أيضاً أنّ التفاعل -للأسف- مع مباراةٍ واحدة للأهلي والنصر يكفي لتبديد سُحب الشّجب والاستنكار حول قضايا التدوينات المسيئة؛ ومن ثمّ عودتها مع السّجال والجوّ المشحون بعد لحظات من المباراة! هي واحدة من اثنتين: إما أننا عطشى فعلاً فسيولوجياً، أو أنّ الوضع مُقلقٌ لأزمة المياه فقتلنا مسألة توسيع الخزان بحثاً، أو أن (تويتر) سبّب العطش سيكولوجياً رغم امتلاء الخزانات؟! من الآن فصاعداً: يا ربّ أبرأ إليك من حسابي (إن استُغِلّ) وبيني وبين «الهكر» والمخترقين ألف باب وحجاب.. (فسيَكْفيكَهُم الله وهُو السميع العليم). عزيزي القارئ -بعد أن تروي عطشك-: هل لك أن تدرك أني كاتب هذا العمود -فِعلاً- أم أن العمود «وهمي» ومُنتحَل؟