تقول «مايا سزلافتر» في مقال لها تحت عنوان «هل الكتب الإلكترونية تصعب علينا عملية تذكر ما قرأناه؟»، على موقع مجلة التايم الإلكترونية، إنها تواجه صعوبة في تذكر فصول وشخصيات الكتب التي قرأتها منذ اقتنائها لجهاز القارئ الإلكتروني «كندل». واكتشفت خلال بحثها في الموضوع أن «لاري بيج» الرئيس التنفيذي لشركة «جوجل» كان لديه مخاوف أيضاً حول الأبحاث الذي أظهرت أن القراءة عبر الشاشات تكون أبطأ من قراءة الكتاب المطبوع. ويعتبر الأمر مقلقاً للأكاديميين، خاصة مع انتشار الكتب الرقمية على حساب الكتب الورقية، لتميزها بعدة خصائص، كسهولة الوصول إليها، ومزاياها التفاعلية الأخرى. إلا أن الدراسات تشير إلى أن الكتب الورقية قد تكون أفضل إنْ كان الهدف الاحتفاظ بالمعلومات لوقت أطول. وقام الباحثون من جامعة ليستر البريطانية بإخضاع هذا الموضوع للتجربة، ووجدوا أن أداء الطلاب مبدئياً لم يختلف، سواء قاموا بدراسة المواد مطبوعة، أو عبر الشاشات. إلا أن الاختلافات ظهرت على المدى الطويل لصالح الكتاب المطبوع، حيث وجد الطلاب الذين قاموا بالمذاكرة عبر الشاشة صعوبة أكبر في تذكر المعلومات مقارنة مع الذين قاموا بذلك عن طريق الكتاب المطبوع. ويرجح الباحثون أن هذا يعود إلى أن الكتاب المطبوع يحمل معالم أكثر تثير الذاكرة. وبالتالي يسهل على الشخص تذكر المعلومة من خلال تذكر موقعها على سبيل المثال، وهل كانت في أعلى الصفحة، أو أسفلها، وغيرها من المعالم التي ترسخ بالذاكرة. لكن هذا لا يعني اعتراض الباحثين على الكتب الرقمية، واستخدام الوسائط المتعددة في التعليم، بل يعتقد أنها تكون أكثر فائدة في بعض الحالات، إلا أن لكل وسيلة قوة مختلفة، فقد تكون الكتب المطبوعة أفضل عند قراءة الأفكار والمفاهيم المعقدة التي يرغب بترسيخها في الذاكرة. ومن المرجح أن مزيداً من الدراسات ستظهر المواد الملائمة للتعليم عبر الوسائل الرقمية.