أكد المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، أهمية الوسطية، وأنها أسلوب حياة، وهي سلوك الإنسان السوي في جميع شؤون حياته، موضحاً خطورة الإفراط والتفريط والتهاون واللامبالاة والتشدد والفظاظة في القول والعمل. جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح في قاعة رضوى للاحتفالات، أمس، مع القيادات التعليمية بينبع والطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات، الذي يأتي ضمن مبادرة الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء والبرنامج الوقائي الوطني «فطن» تحت عنوان «تطبيقات المنهج الوسطي في التعليم». وقال الشيخ ابن حميد إن الوسطية الدينية والفكرية في الإسلام تعني الاعتدال الأمثل وليس بالمفهوم العام الذي درج عند العامة بأنه الوسط بين طرفين، وأن معيار الوسطية يتضح في الرفق والصبر، فمن لا رفق لديه لا وسطية عنده. وأضاف أن الرفق يكون في كل أمور الحياة في القول والعمل، فالرجل في بيته وعمله لابد أن يظهر الرفق، مبيناً أن الشورى إحدى وسائل الرفق، مبرزاً دور الصبر والقدرة على حبس النفس، وأن الإنسان عليه أن يعفو ويصفح ويغفر، وبين الفرق بينهما، فالعفو المسامحة، والصفح المسامحة بدون حمل الأذى في الصدر، والمغفرة المسامحة مع الستر بدون الحديث عن الأذى. وأشار الشيخ ابن حميد إلى أن المعلم هو القدوة ومحور الوسطية، وأنه متى ما كان وسطياً سننعم جميعاً بالوسطية؛ لأنه القدوة ومربي النشء، الذي يجب أن يتعامل من خلال مهنته، ورسالته التربوية بالمنهج الوسطي القويم، مؤكداً أن الوسطية ليست شعاراً يردد، وأن هناك خيراً كثيراً بين أوساط معلمينا ومعلماتنا من صناع الأجيال، محذراً من استغلال الأعداء لأغلى ما نملك وهم أبناؤنا باختراق عقولهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، الذي يحتم على جميع أفراد المجتمع التنبه لذلك ووقوف الأسرة إلى جانب المدرسة للتكاملية في التربية.