لم يكن، في المقابلة، من ضمن أهدافنا أن نتوسّع في الحديث أكثر من عرض تقريرنا لأعمال فرع الجمعية السعودية للإدارة في المنطقة، وعرض خطتها للعام الجديد، ولكن لباقة الرجل جعلتنا نستأنس بالحوار، الذي تحول، في النهاية، إلى جلسة علمية إدارية حوارية. لديّ معرفة سابقة بعمقه الإداري، ولباقته في الحديث، وغزارته العلمية، ودماثة خُلُقه، بالإضافة إلى انضباطه، ومحافظته على تنظيم وقته، وحسن إدارته، لكن ما كنت أجهله عن الرجل هو تواضعه الجمّ، الذي يتيح لك مساحة كافية للاستمرار في الحديث بطمأنينة وأريحية تشعرك بأنك أكبر من حجمك. لديه القدرة الفائقة على متابعة تفاصيل حديثك، بل لديه الإمكانية على استخلاص النقاط المهمة منه، التي قد يوظفها في مناقشتك، مناقشة الفاهم المتمرّس في موضوعك، ثم يأتي على الجانب الآخر للموضوع، الذي قد كنت أغفلته سهواً أو قصداً ويناقشك فيما لم تكن تحسب له حساباً. يصل إلى ما يريد بكل سهولة وهدوء، ويجعل المتلقي يتابع الحديث باهتمام، ويوافق على ما يُطرَح بكل رضا، حتى وإن كان فيه مشقة، فأنت، في النهاية، من تلزم نفسك بنفسك، فتعيد ما تحدّث به وتلتزم به أدبيّاً من تلقاء نفسك. موسوعة علمية، وخبرة إدارية، وممارسة حياتية راقية، تجتمع كلها فيه، ويزيد على ذلك بكياسته، وحسن خلقه، وفنّه في التعامل مع كل أطياف المجتمع وشرائحه. على قمّة صفاته، أنه شجاع متخندق في خندق الكرامة مع جنودنا البواسل في حد الوطن الجنوبي، يشعرهم بالدفء الوطني، ويمدّهم بالطاقة الإيجابية للدفاع عن ثرى الوطن الغالي. هل عرفتموه؟ إنه عرّاب الإدارة، الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وإنّها لمشاعر صادقة، للأمانة، نقلتُها لكم، على وجه الإعلام بصفاته، والثناء عليه بما فيه، وليُقتَدى به، ليس إلاّ!