اعتبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن الحملة على تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة الموصل تجري بسرعةٍ أكبر مما كان مخططاً له في البداية. وأخبر العبادي مسؤولين كباراً في باريس، خلال مؤتمرٍ عُقِدَ أمس عبر دائرةٍ تليفزيونيةٍ مغلقةٍ، بتقدم القوات صوب المدينة بسرعة أكبر مما كان متصوراً ومقرراً في خطة الحملة. في الوقت نفسه؛ أشار الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولوند، خلال افتتاحه المؤتمر الذي خُصِّص لبحث مستقبل الموصل، إلى دلائل على فرار مقاتلي «داعش» بالفعل من المدينة إلى الرقة التي تعد معقلاً للتنظيم في شمال شرقي سوريا. وشدَّد أولوند على وجوب بذل كل جهد لمنع إعادة تجمعهم هناك. وبدأت حملة الموصل فجر الإثنين الماضي بدعمٍ أمريكي لإخراج التنظيم من المدينة الواقعة شمالي العراق. وقبل أكثر من سنتين؛ احتل عناصر التنظيم المدينة التي باتت آخر معاقلهم الكبيرة في الأراضي العراقية. وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أمس، أن القتال حول المدينة أجبر 5 آلاف و640 عراقياً على الفرار من منازلهم في الأيام الثلاثة الماضية، خصوصاً في «ال 24 ساعة الأخيرة». وفي تصريحاته عبر الدائرة التليفزيونية المغلقة؛ تعهد العبادي بعدم السماح بانتهاك حقوق الإنسان في ساحة المعركة. واعتبر أن الحملة من جانب القوات العراقية وقوات البشمركة الكردية على «داعش» في الموصل تُظهِر أن بلاده متحدة في مواجهة التنظيم الإرهابي. وبدأت وحدة قوات خاصة تابعة للجيش العراقي ومقاتلون أكراد، أمس، هجوما جديدا لإخراج مقاتلي «داعش» من قرى حول المدينة بدعم جوي وبري من التحالف الدولي ضد التنظيم. وذكر مراسلون ل «رويترز» من الموقع أن إطلاق نيران مدافع الهاوتزر وقذائف المورتر بدأ في السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (الثالثة بتوقيت جرينتش) على قرى يحتلها التنظيم على مسافة نحو 20 كيلو متراً إلى الشمال والشرق من المدينة بينما حلَّقت طائرات هليكوبتر. وأفادت القيادة العسكرية العامة الكردية، في بيانٍ لها، أن «الهدف هو تطهير عدد من القرى القريبة والسيطرة على مناطق استراتيجية لتقييد تحركات مقاتلي التنظيم». وأشار مراسل ل «رويترز» إلى تحرك عشرات من عربات «الهمفي» السوداء التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي والمزودة بمدافع آلية؛ في اتجاه برطلة، وهي الهدف الرئيس لهذا التحرك على الجبهة الشرقية وسط نيران المدافع الآلية. وعلى هذه الجبهة؛ أسقطت مدافع قوات البشمركة الكردية طائرةً دون طيار كانت قادمةً من جهة خطوط «داعش» في قرية ناوران القريبة. ولم يتضح ما إذا كانت الطائرة التي يتراوح عرضها بين متر ومترين تحمل متفجرات أم كانت في مهمة استطلاع وحسب.