أكد مدير عام قناة «العربية» تركي الدخيل، وجود تصور شائع وظالم عن المملكة يرسمه بأنه بلد شديد التعصب، وقال «الحقيقة أن الغالبية العظمى من شعبنا تستاء من الأيديولوجيا المتطرفة، وتتألم من لظى التطرف، ويصر شباب المملكة، ذكوراً وإناثاً على دحر التطرف في الداخل والخارج». جاء ذلك في كلمة له خلال الحفل الخاص الذي نظمته منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو»، في متحف الميتروبوليتان للفنون بنيويورك، الخميس الماضي، لتكريمه بمناسبة نيله جائزة عن فئة «تغيير المفاهيم والتصورات»، بالشراكة مع ست مؤسسات وشخصيات عالمية، على هامش أعمال الجلسة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحضور المدير العام لليونسكو إيرينا بوكوفا. ويأتي تكريم تركي الدخيل، إلى جانب ست شخصيات أخرى عالمية، تحت عنوان «تكريم أبطال الحملة العالمية ضد التطرف العنيف والتغلب عليه في جميع دول العالم»، وذلك لدوره المميز في الحملة، وعمله على حشد الآخرين وإلهامهم على العمل وتوفير الأمل لضحايا التطرف، وذلك كونه صوتاً قويّاً ناشطاً في حقوق الإنسان وتعزيز المرأة ودعمها، ونشر التعليم والوقوف بقوة في وجه التعصّب والكراهية، ونشر التسامح ودعم حوار الثقافات والأديان في العالم العربي. وقدم الدخيل في كلمته التي ألقاها خلال الحفل رسالتين قال في الأولى: «أحبتي جميعاً مع حفظ الألقاب.. تحية تليق بكم، ثم شكراً جزيلاً لفضلكم وتهنئتكم لمحبكم بالجائزة التي أعتبر أني نلتها تمثيلاً لجيل من السعوديين. لقد حرص محبكم على إلقاء كلمة تبين أن بلدي المملكة ساهمت في نيلي هذه الجائزة، وأن هناك صورة ظالمة لنا تصورنا كمتطرفين». وعبر الدخيل في رسالته الثانية عن شكره لمنظمي الحفل، وللضيوف الكرام، كما عبر عن شديد امتنانه لشرف منحه هذه الجائزة. وقال «أود أن أقدم شكري لعائلتي. لوالدي. لوالدتي التي رحلت قبل أعوام. زوجتي وأطفالي. والشكر لوطني الذي ألهمني أن أواجه الكراهية وأن أسعى لنشر السلام، وطني المملكة العربية السعودية، الذي كان من أول الدول التي تعرضت لشرور التطرف والإرهاب». وأضاف «هناك تصور شائع وظالم عن بلدي يرسمه بلداً شديد التعصب، والحقيقة أن الغالبية العظمى من شعبنا تستاء من الأيديولوجيا المتطرفة، وتتألم من لظى التطرف، ويصر شباب وطني، ذكوراً وإناثاً على دحر التطرف في الداخل والخارج. صحيح أن الخطر داهم وهو قد يصيبني، أو يصيب زوجتي، ابني أو ابنتي، ولذلك، فالأمر جلل». وتابع الدخيل «مع ثورة التكنولوجيا استثمر المتطرفون السوشال ميديا والألعاب الإلكترونية، فتجاوز التجنيد الطرق التقليدية وليس للشر حدود. باتوا يغسلون أدمغة الصغار، فيحرضونهم على قتل آبائهم وأمهاتهم. هل يتصور عاقلٌ أن يقتل أحد أمَّه التي حملته تسعة أشهر وخطفت اللقمة من فمها لفمه، وطار النوم من عينها لتسهر على راحته؟! هل رأيتم جنوناً مثلَ هذا الجنون؟». وزاد «في 2003، كتبتُ مقالاً حزيناً مؤلماً، قلتُ فيه لأسامة بن لادن وبعض أتباعه، بعد أول تفجيرات الرياض، (مبروك، روّعتونا). هنّأتهم فيه على الدماء التي أريقت، وعلى النفوس التي اضطربت، وعلى الخوف الذي ملأ قلوب الأطفال. قال لي والدي، «يا بُنيّ، ما لك ولهؤلاء، إنهم بلا رحمة ولا ضمير. قلت له، أنا أدافع عن مستقبل أطفالنا. أصدقكم القول: لم أكن أتوقع أن يصل التطرف إلى ما وصل إليه. اليوم بات التطرف آفة، ولم يسلم منه أحد». وأكد الدخيل أن «الشباب السعودي على وجه الخصوص يعتبرون مواجهة التطرف تحدياً لجيلهم، ونقف متحدين، ونمد أيدينا بنيات حسنة لجميع شعوب العالم في هذه الحملة العادلة والضرورية». يذكر أن المكرمين إلى جانب تركي الدخيل كل من: نيكولاس كريستوف من صحيفة نيويورك تايمز، مؤسس شبكة معلمون ضد الإرهاب في كينيا، وحفصة محمد من نيجيريا لدورها في محاربة التطرف في المدارس، إضافة إلى العراقية نادية مراد الناجية من مذبحة داعش.