أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب للمسلمين أن نجاح موسم الحج نصر يفرح به المؤمنون ولا يكرهه إلا المنافقون، مشيراً إلى أن الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات جعل لإقامة ذكر الله، وخير الدعاء دعاء يوم عرفة، وشعار الحج هو التكبير والتلبية، وكلها تعظيم لله وتوحيده، والإصرار على تخليص الحج من كل شائبة تنقض هذا المقصد؛ هو من توفيق الله تعالى وحفظه لهذا البيت وقاصديه، فلا دعوة لغير الله تعظيماً إلا لما عظمه الله، مؤكداً أن الحج ليس ميدانا للمزايدات السياسية والمناكفات والخصومات وسيظل موسم الحج هانئا ما دام سالما من تلك الشوائب والمحدثات بمشيئة الله. ولفت في خطبة صلاة الجمعة أمس إلى أن من أسباب حفظ الحج؛ اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الدين كله، قائلا: «إن الرسول الكريم تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وكتاب ربنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قائمة بيننا إليهما المرجع والتحاكم، مؤكداً أن الإسلام دين الوسط واليسر قد علق به من الشوائب ما غطى بهاءه وصفاءه وفرق المسلمين وشتتهم، والأدهى من ذلك إثارة الغبار على عامة المسلمين، بتمزيقهم وتحزيبهم، وجعلهم فرقا وشيعا، مما يؤكد أن في داخل الآمنة أدواء لا تقل خطورة عن ضرر أعدائها من الخارج. وحث إمام وخطيب المسجد الحرام العلماء إلى أن يبينوا للأمة حقيقة ومقتضى قول الله عز وجل: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون)، كما حثهم على الوعي والحذر بما يحاك ضدهم، مؤكداً أن جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم فريضة شرعية وأوامر إلهية، ومن الواجب وأد كل خلاف يشق صف المسلمين ويفرق بينهم. مبينا أن موسم حج هذا العام كان بفضل من الله مظهر الاجتماع، وهو السبب الثالث من أسباب النجاح، فاجتماع الحج هو أعظم مؤتمر على وجه الأرض يظهر فيه سعة أفق أهل السنة والجماعة في احتواء المسلمين كلهم دون تفرقة، بل هو تحت شعار الإسلام وقصد رضى الرحمن والناس سواسية في لباسهم وقصدهم، لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى مطالبا الأمة الإسلامية أن تعي هذا الموقف، وتعلم أن التحدي الذي يواجه الأمة أكبر من الإغراق في التفاصيل. وأكد أن الحج مسيرة أمن وسلام فلا نداء إلا بتوحيد الله، ولا دعاء إلا لله، ولا هتاف إلا بالتكبير؛ دلل على ذلك صدق القائمين على أمن الحج ورعاية الحجاج والحب المبذول لكل المسلمين أياً كانت أجناسهم ولغاتهم، وهو رسالة لكل العالم أن هذا الدين وشعائره رحمة وعدل وأمن وسلام، وأن الإسلام والمسلمين براء من مسالك العنف والإرهاب والعداء، وموقف شكر وإكبار لرجال الأمن الساهرين على أمن الديار المقدسة، وأرض الحرمين الشريفين، في حدودها وثغورها حماية للديار، وفي كل وقت تتكشف بطولاتهم في صد عدوان، أو إحباط مخططات إرهابية، أو كشف خلايا سوء وخيانة. وفي المدينةالمنورة تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ عن الشرك الذي هو أعظم الموبقات؛ فمن يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة، مستشهداً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار». وقال: «إن من أراد الفوز والنجاة عليه أن يكون على حذر من الشرك ووسائله وذرائعه حتى يصير آمناً مطمئناً، قال تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون)، وقال صلى الله عليه وسلم: (فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)، وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة). وأشار إلى أن من صور الشرك وأصوله تعظيم المخلوق لمخلوق آخر مهما كانت مرتبته؛ قال جل من قائل: ( قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد)، كما أن من صور الشرك الأكبر المحبط للعمل اعتقاد أن غير الله له تصرف في الكون وأنه ينفع ويضر. وأوضح؛ أن من اعتقد في سبب ما أنه مؤثر بنفسه كمن يلبس حرزاً أو يضعه في بيته معتقداً أنه دافع للضر، قال الله تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله).