من السذاجة الاعتقاد بأن اصطلاح «الإسلاموفوبيا» ترسّخ لمجرد أن بعض أفراد أو جماعات محسوبين على الإسلام! قاموا بأعمال «إرهابية» دنيئة هنا أو هناك؛ فقد بات معلوماً لكل ذي بصيرة أن الإرهاب لا دين له.. إذن لماذا وكيف تكرّس؟ المؤكد ليست «البروباغندا»؛ فثمة أساطيل لوجستية ومنظومات ممنهجة أُسست من وحي أجندات استراتيجية بعيدة المرامي صنعته ليكون الآلية الذكية لاستعداء الإسلام لجهة الغرب ومن لف لفهم. ليس ذلك فحسب ربما لهان الأمر بل أفضت إلى استياء وتشكيك المسلمين أنفسهم وزرع الشقاق فتؤلب فيما بينهم فتضرب المتشددين بالمعتدلين. فاصطلاح «الإسلاموفوبيا» لم يدشن على حين غرة، فقد سُبق ومُهِّد له بكلمة «الإسلاميين» حيث يوصم بها كل مسلم يقترف عملاً مشيناً. إلى ذلك وبمقتضاه، لا بد من مواجهة ثقافية مضادة تنزع عن الدين الإسلامي هذه الفرية والأكذوبة.. يقيناً ليست بالخطاب السياسي ولا بالمنصات الإعلامية التي تحاكي النخب! بل لا بد من الوصول للشعوب وتحديداً الغربية من خلال ترسانة ثقافية مضادة من فنون ومسارح تُصدر عالميّاً لتجسد عمليّاً سماحة ورجاحة الدين الإسلامي، وهذا يستوجب نقابة مؤتلفة من الدول العربية والإسلامية؛ فجميع المثقفين والفنانين بل وجهابذة الشعر والروائيين معنيون.. فالحرب إذن ثقافية. فكم من أنشودة رصينة غيرت مفهوماً مغلوطاً، واستطراداً كم من مسرحية هادفة استدعت قيمة غائبة أو مغيبة! دعك من لوحة فنية نقحت فكراً مشوهاً أو مغسولاً إن جاز التعبير. غاية الأمر توصيل رسالة للعالم أجمع عن نصاعة ديننا وخلوه مما أُلصق به من غبش مضلل والنأي به عن أن يكون فزاعة. أَوَ ليس الفن رسالة كما يزعم أربابه؟ فهلموا إذن.. فهل ثمة أهم وأجلّ من هكذا رسالة؟.