أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح آل الشيخ أن لقاء العلماء هو القوة الحقيقية للأمة الإسلامية، مبيناً أن العالم الذي يتولى قيادة الناس في الشأن الديني هو الذي يتولى قيادتهم في التوجيه، والإرشاد، وبيان ما يجب عليهم تجاه أنفسهم، وتجاه أمتهم. جاء ذلك في اللقاء العلمي الذي عقده مع الأئمة، والمفتين، ومديري المراكز والمدارس الإسلامية، في قاعة المحاضرات الكبرى بمكتبة الغازي خسرو بك الإسلامية بجمهورية البوسنة والهرسك، ضمن فعاليات زيارته الحالية للبوسنة والهرسك، حيث أزجى شكره في بداية اللقاء لرئيس العلماء للمشيخة الإسلامية في البوسنة والهرسك المفتي العام الشيخ حسين كافازوفيتش على إتاحة هذه الفرصة للقاء بهم. وأوصى الوزير الأئمة والمفتين ومديري المراكز والمدارس الإسلامية بقوة التوحيد والعقيدة والإخلاص في النفوس لله – جل وعلا، موضحاً أن الإسلام باقٍ وماض بوعد الله. مشددا على أهمية العلم وعظيم مكانته ومكانة حامليه لا سيما الذين يلون المناصب الشرعية. وقال الوزير: إن الشأن اليوم هو في أداء حق هذه الرسالة، مشيراً إلى أن 3 مسارات واجبة على العلماء أولها أن يحمل العلماء الرسالة بحق، والثاني أنه لا يمكن أن يكون لنا قوة في التأثير إلا بأن نكون كما أراد الله أمة واحدة، والأمة الواحدة لا تنظر إلى ما قد يكون من وجود بعض الاختلافات في النظرة إلى أمور الحياة الدنيا، وإنما تنظر إلى عظم الجامع بينهم وهو (لا إله إلا الله محمد رسول الله). وتابع قائلا: المسار الثالث أن العلماء يعيشون ولهم قدوة كبيرة وأسوة وهم الرسل الكرام خاصة أولي العزم من الرسل الخمسة وآخرهم أشرفهم وأفضلهم محمد بن عبد الله – عليه الصلاة والسلام – فأولو العزم من الرسل سماهم الله جل وعلا أولي العزم؛ لأنهم أهل عزيمة وأهل صبر عزيمة على تحقيق الهدف، وصبر فيما يعترض طريقهم من عقبات. وحذر من الاستعجال والاستخفاف قائلا: إن الفتنة العظيمة التي تصيب الإنسان الذي يتبع الأنبياء وخاصة العلماء، هي الفتنة بالزمن الذي لا يُنصر فيه الحق، مبيناً أن من المهمات العظيمة للعلماء أن يهتموا بصواب المسيرة لا بالنتائج قال الله جل وعلا (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)، مؤكداً أن وعد الله حق والصبر واجب وكذلك عدم الالتفات إلى الاستخفاف الذي يجعل المرء يخرج عن طبيعته وطوره ويفقد صواب العمل وصواب التفكير فيتصرف تصرفات تضر به وبالحق الذي يحمله. وأوصى الوزير بتربية الناس على نوعين من العلم أولهما تعليم الديانة، والآخر تعليم العقل والحكمة، موضحاً أن المقصود بالعقل والحكمة ليس الدراسات الفلسفية وإنما حسن تصور الأحوال والأوضاع وكيفية التصرف؛ وأن الحكمة يعرِّفها بعض العلماء بأنها وضع الأمور في مواضعها الموافقة للغايات المحمودة منها، فالقرار الحكيم هو الذي ينظر فيه المرء إلى ما يترتب على تصرفه على مدى سنين طويلة لمصلحة الأمة الإسلامية. إلى ذلك استقبل وزير الشؤون المدنية في البوسنة والهرسك الدكتور عادل عثمانوفيتش في مكتبه في العاصمة سراييفو أمس، الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، الذي يزور البوسنة والهرسك حالياً. وجرى خلال اللقاء استعراض عدد من المواضيع العامة ذات الاهتمام المشترك، وتاريخ العلاقات بين البلدين، حيث أكد الوزيران أهمية التعليم، وتبادل التجارب التعليمية، والخبرات التعليمية، وخدمة العمل الإسلامي وفي مقدمتها الدعوة إلى الله وفق منهج معتدل يقوم على الوسطية والاعتدال، وينبذ العنف والتطرف. وثمّن الدكتور عثمانوفيتش الدور الريادي الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن قضاياهم، منوهاً بعمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين.