ابتلينا بظهور من ينتسب إلى بلادنا المملكة العربية السعودية على وسائل التواصل الاجتماعي، وتتم استضافته في القنوات الأجنبية، على أنه يمثل وجهة نظر المجتمع السعودي حول كثير من القضايا الاجتماعية، وهو لا يعبر إلا عن «أفكاره» التي قد تكون لا تعكس ثقافة بلد يستقبله كل مسلم كل يوم 5 مرات من أنحاء الأرض، ولا تمت له بصلة، ولا تعبر عنه، ثم يحاول «تشويه» مجتمعه لأنه يرفض أفكاره الشاذة، بحكم أنها لا تتناسب مع طبيعة المجتمع المسلم، هذا بحسب رأيي «ضحية» لمن يطلقون على أنفسهم «التنويريون» الذين يريدون محاكاة الحياة الغربية كما هي، وإن أنكروا، وأنا لست ضد «التنوير» بالمعنى الذي يعني الانفتاح على العلم والمعرفة والتأمل والثقافة والعيش بما لا يصادم ثوابت ديننا وتقاليدنا التي يجب أن نعتز بها؛ مثلما شعوب وأمم تفاخر بعاداتها وتقاليدها كاليابانيين والفرنسيين، بعكس مجموعة كتبة استمرأت القدح في تقاليدنا وعاداتنا التي نعدها أصلا تميزنا، حتى عصور الخلافة، وعصور بدايات انتشار الإسلام، العصور الزاهرة بالفتوحات والعلم لم تسلم من قدحهم، فقد قرأنا لمن حاول تشويهها، بل يدعو إلى طمسها والانقلاب عليها ويصفها تراثا رجعيا متخلفا يجب اجتثاثه، حتى أمهات الكتب الدينية التي استقى علماء الإسلام منها العلوم الشرعية، خرج باحثون شرعيون مزيفون يشوهونها وهم لا يملكون معرفة تؤهلهم، وأنا لماذا أنكر على هؤلاء الذين يطلون عبر القنوات وأقول إنهم «ضحايا»؟ لأنهم يسمعون من يستميت لإدخال «الموسيقى مدارسنا» و»أن تقود المرأة السيارة» وأن «تدخل المرأة الملاعب الرياضية»، ولفتح دور سينما، وليست المشكلة تتوقف هنا، فصاحب هذه الآراء نفسه هو يستميت لوقف حلقات القرآن الكريم، ويتهم مناهج «مواد الدين» ويهون الاختلاط، وانغماس الشباب في تقليعات وموضات غربية شاذة، ويرى ذلك يخلق «الوسطية» عند الناشئة! هذا كلام من يقولون إنهم «تنويريون» ممن ضاق تفكيرهم وحصر نظرته نحو رؤية السعودية 2030 أنها لا تعني سوى فتح دور سينما، وتدريس الموسيقى، ودخول البنات الملاعب وقيادتهم السيارة «فبالله عليكم ما الذي تتوقعون من جيل يرى من يصور له بأن هناك «صراعا بين الدين والعلم» وأنه يرفض كل جديد بينما الحقيقة، أن الدين واضح كوضوح الشمس لا يخالفه إلا ضال.