تطلَّعت الأممالمتحدة إلى عقد جولةٍ جديدةٍ من المشاورات السورية خلال أغسطس المقبل، فيما واصل الطيران الحربي لبشار الأسد قصف محافظاتٍ عدَّة. وأعلن المبعوث الأممي الخاص بسوريا، ستافان دي ميستورا، اعتزامه البحث عن موعدٍ مناسبٍ في أغسطس لاستئناف المشاورات في جنيف السويسرية. وكشف المبعوث، في تصريحاتٍ من برلين أمس، عن موافقة وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، ومسؤولين روس على اتخاذ «بعض الخطوات الملموسة لمعالجة الأوضاع». ونقَل دي ميستورا عن مسؤولين أتراك، بعد اجتماعٍ معهم في أنقرة الأسبوع الماضي، أنهم ما زالوا ملتزمين بالعمل على تحقيق السلام في سوريا رغم محاولة الانقلاب الفاشلة التي هزَّت بلادهم. ووفقاً للمبعوث؛ ستكون الأسابيع الثلاثة المقبلة مهمةً للغاية «لمنح فرصة ليس فقط للمحادثات بين الأطراف السورية ولكن أيضاً لاحتمالات خفض العنف». والوضع في محافظة حلب حرجٌ بحسب وصفِه حيث يواجه نحو 300 ألف شخص خطر فرض حصارٍ جديدٍ عليهم من جانب النظام. ويرى دي ميستورا أن إحراز تقدُّمٍٍ في المحادثات الأمريكية- الروسية بشأن سوريا سيمنح الجولة المقبلة من اجتماعات جنيف بدايةً جيدةً «ويمكن أن يساعد الأطراف المتحاربة على اتخاذ خطوات حقيقية وصادقة في اتجاه الانتقال السياسي». كذلك؛ دعا الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، إلى العودة للمناقشات السياسية بين الأطراف المتحاربة. واعتبر، قبل لقاءٍ مع دي ميستورا، أن خرق أي اتفاقٍ هشٍّ لوقف إطلاق النار سيتكرر في حالة عدم تحقيق تقدمٍ على الصعيد السياسي. ميدانياً؛ واصل الطيران الحربي لنظام الأسد، أمس، قصف مواقع مدنية في عدة محافظات. ووفقاً لتقريرٍ بثته شبكة «شام» الإخبارية؛ طاول هذا القصف الجوي مخيم حندران ومنطقة الملاح وطريق الكاستيلو ومنطقة الأتارب وبلدات عندان وحريتان وكفرحمرة في محافظة حلب (شمال). وطاول قصفٌ مماثلٌ في محافظة إدلب (شمال) مدينتي أريحا وجسر الشغور ما أسفر عن قتيل وعددٍ من الجرحى. وفي محافظة حماة (وسط)؛ استهدف الطيران الحربي للنظام بلدات طلف وحربنفسة والزارة وقرية سوحا ما أدى إلى سقوط جرحى بين المدنيين، فيما استهدفَ في محافظة حمص (وسط) حي الوعر المحاصَر وقرى السعن الأسود وديرفول وحوش حجو ومدينة تلبيسة وقرية عيون حسين. في حين ألقى الطيران المروحي، التابع لجيش الأسد، براميل متفجرة على أحياء مدينة بصرى الشام في محافظة درعا (جنوب). على صعيدٍ آخر؛ أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا مقتل أمريكي يُدعَى ليفي جوناثان شيرلي كان يحارب في صفوفها. وقُتِلَ الأمريكي في ال 14 من يوليو الجاري خلال معارك ضد تنظيم «داعش» الإرهابي في مدينة منبج التابعة لحلب، بحسب بيانٍ للوحدات أمس الأول. ولفت البيان إلى حملِ شيرلي إسماً كردياً هو أجير سرفان. وتنضوي وحدات حماية الشعب الكردية ضمن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم مقاتلين من الأكراد والعرب وتحظى بدعم أمريكي. وتشن هذه القوات عمليةً عسكريةً منذ مايو الماضي لاستعادة منبج التي تعد آخر منطقةٍ يحتلها «داعش» على الحدود مع تركيا. وانضم مقاتلون أجانب إلى الوحدات؛ بينهم بريطانيون وألمان وكنديون وأستراليون وأتراك.