تثير الجماعات الإرهابية في دول العالم خلال شهر رمضان الذعر في أوساط العالم والمسلمين من خلال الأعمال التخريبية التي تقوم بها.. حيث قامت تلك القوى بعدد من العمليات الإرهابية التي تروِّع من خلالها المواطنين الآمنين في البلاد التي قامت بها، وقد كان آخر تلك العمليات الإرهابية في الجمهورية اللبنانية، حيث قام 4 انتحاريين بتفجير أنفسهم قرب كنيسة مار إلياس في بلدة القاع، وكذلك وقوع 5 انفجارات انتحارية، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. واستخدم الإرهابيون ذات الأساليب غير الإنسانية في بحثهم عن التجمعات، وقيامهم بإلقاء قنابلهم القاتلة وسط تلك التجمعات الشبابية وتفجير أنفسهم معلنين رغبتهم في الذهاب للقاء الحور العين بهذه الأعمال المشينة. هذه الأعمال التي تأذَّت منها المملكة العربية السعودية، خلال السنوات الماضية التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون في جميع دول العالم، وقد أدانت وزارة الخارجية السعودية هذه الانفجارات الإجرامية التي وقعت في لبنان، أو في أي مكان في العالم. إن المملكة التي تسعى بشكل دائم لوضع استراتيجية مشتركة بينها وبين دول العالم لمحاربة هذا الفكر المفرخ لهذا الإرهاب العالمي، الذي يحاول أن يستخدم الدين الإسلامي كمنهج له في هذه الأعمال التشويهية للدين، ونحن اليوم بحاجة لذلك المركز الدولي لمكافحة الإرهاب الذي دعت له المملكة في عام 2014 متضمناً كافة الإجراءات الدولية لوضع تلك الخطط المستمرة لمحاربة هذا الفكر المتفشي في أوساط العالم، ويستطيع مثل هذا المركز إيقاف انتشار وتمدد «الفكر الإرهابي الذي يتطلب أقصى درجات التعاون في حرب كونية، التي سوف تستدعي كل المستلزمات اللوجستية والفكرية بدرجة أولى، ولا يمكن لأي عمل سياسي وأمني إنجاز مهامه دون إسناد فكري وثقافي له». والواقع، فإن مركزاً دولياً بهذه القيمة الفكرية المُعبّر عنها بموجبات تأسيسه، يمكن له أن يساهم في صنع رأي عام عالمي،- حسبما ذكر موقع السكينة حول تأسيس هذا المركز – مؤكداً أن مثل هذا المركز سيكون له دور في «إعادة بناء الصورة الذهنية، المتصلة باعتبار كل ما هو عربي – إسلامي شرق أوسطي، هو إرهابي، وأن دول المنطقة هي منبت الإرهاب وأصل انتشاره». ويستطيع مثل هذا المركز إيقاف هذا التمدد والسيطرة على تلك العقول التي تم غسلها وحشوها بفكر لا ينتمي إلى المجتمعات الإنسانية أو العربية التي تسعى للعيش بسلام في ظل دول آمنة، وبعيدة عن أي مستنقعات ملوَّثة. كما أن استمرار الأزمة الشرق أوسطية المتمثلة في وجود النظام السوري، ستجعل مثل هؤلاء المنتمين للتنظيمات المسلحة ينتشرون ويجدون لهم أرضاً خصبة للوجود فيها، والانتشار حول العالم من خلال هذه الأفكار البائسة التي استمروا في إعادة صياغتها بما يتناسب مع إرهابهم وحالاتهم التكفيرية.