أجمع 16 قطاعاً حكوميّاً على أهمية توحيد جهود الجهات ذات العلاقة في التصدي لمخاطر «الدبابات النارية» على مستوى المنطقة الشرقية، والحد من الإصابات الناتجة عنها التي تعاني منها المنطقة سنويّاً، وبلغت 1000 حالة خلال العام 2015م في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر فقط، وما ينتج عنها من قطع وبتر لأطراف قائدي هذه الدبابات خاصة الأطفال منهم، إضافة إلى التوعية المطلوبة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بكافة أنواعه. كان ذلك فحوى الاجتماع الذي عقد أمس الأول في جامعة الدمام بحضور حرم أمير المنطقة الشرقية الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي، التي أكدت على أهمية تفعيل مبادرة التصدي لمخاطر الدبابات العشوائية، التي تشكل خطراً على مرتادي ميادين الدبابات غير المرخصة التي لا تستخدم وسائل السلامة وينتج عنها أخطار جسيمة على الأرواح والأعضاء. وأكدت حرم أمير الشرقية على أهمية توحيد الجهود والعمل على التصدي لمخاطرها، وضرورة توزيع المهام عاجلاً بين الجهات والعمل على معاقبة كل من يخالف الأنظمة واللوائح التي وضعتها الدولة. من جانبه، قال رئيس الاجتماع وكيل جامعة الدمام للدراسات والتطوير وخدمة المجتمع الدكتور عبدالله القاضي إن هذا هو الاجتماع التحضيري الأول للمبادرة الوطنية «التصدي لمخاطر الدبابات النارية» التي حرصت إدارة الجامعة على إطلاقها، بالتعاون مع القطاعات الحكومية، لحماية الأرواح والعمل بمنظومة موحدة بين القطاعات، وسيتم الخروج بعدد من التوصيات سوف تعرض على أمير المنطقة الشرقية، والعمل على إعداد خطة عمل متوازنة بمشاركة كافة القطاعات ذات العلاقة. من جانبها، أوضحت عميدة عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة الدكتورة نجاح القرعاوي، أن الاجتماع جمع أصحاب القرار والمسؤولين عن هذه الظاهرة في مكان واحد للتباحث حول أفضل السبل وأسرعها للتصدي لمخاطرها وفق حلول عملية يستفيد منها المستخدم والمستثمر، حيث سيتعاون عدد من القطاعات الحكومية ومتخذو القرار مثل مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية وأمانة الشرقية والدفاع المدني ومروري الخبر والظهران والهلال الأحمر وبلديتي الخبر والظهران وهيئة السياحة والآثار ولجنة السلامة المرورية وشركة أرامكو السعودية، لمعالجة هذه المشكلة والوقوف على الأسباب الداعية لها، والعمل على إزالة الدبابات العشوائية وإيجاد حل ترفيهي مستدام. وأضافت أن المبادرة أطلقت وسماً على تويتر «معاً ضد الدبابات العشوائية» آملين أن يكون هناك تفاعل بين أفراد المجتمع للعمل على التوعية وتبليغ الجهات المختصة للحد من هذه الظاهرة ومحاسبة كل من يخالف الأنظمة، كما سيلحق ذلك تنظيم موحد مع القطاعات الحكومية والإعلامية بهدف إيصال هذه المبادرة التي انطلقت من جامعة الدمام لكافة القطاعات. من جانبها، قالت رئيسة قسم جراحة العظام في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتورة دلال بوبشيت «رأينا وبالتعاون مع عمادة خدمة المجتمع والتنمية المستدامة أن تكون هناك مبادرة نقوم من خلالها بالتصدي والتوعية بمخاطر هذه الدبابات، لاسيما مع اقتراب موسم الإجازات الصيفية التي يتزايد فيها الإقبال عليها ويتزايد تبعاً لها نسب الإصابات، حيث وصل إلى المستشفى العام الماضي 2015 ما يقارب 1000 حالة، كما أن نسبة الوفيات لحوادث الدبابات النارية مقارنة بحوادث السيارات بلغت 60%، حيث كانت أغلب الإصابات الواردة للمستشفى هي لزوار المنطقة من مدينتي جدة والرياض». وأكدت أن إصابات الدبابات النارية تكلف الدولة موارد مالية هائلة حيث يحتاج المصاب من هذه الحوادث إلى 3 أو 4 عمليات وتكلف هذه العمليات ما يقارب 30 ألف ريال لعلاج كل حالة. كما اقترحت وكيلة العمادة لشؤون الشراكة المجتمعية الدكتور خلود الغامدي أهمية وجود تطبيق إلكتروني يتم من خلاله التبليغ عن المخالفات سواء من قبل المستخدم أو المستثمر. فيما أكد عميد الاتصالات وتقنية المعلومات في الجامعة الدكتور سعد العمري على أهمية استخدام التقنية الإلكترونية، واستعداد العمادة للمساهمة في هذا المجال لرفع مستوى التوعية لدى مختلف الجهات المستفيدة. أما رئيس بلدية الخبر المهندس عصام الملا فذكر أنه يوجد الآن 48 موقعاً استثماريّاً على شاطئ نصف القمر وتم استثمار 20 موقعاً منها، والعمل قائم على معاقبة المخالفين للقضاء على هذه الظاهرة ومصادرة الدبابات، التي حجز منها 150 دباباً وصودر منها 900 أخرى خلال ال 3 السنوات الماضية. كما أشار مدير عام الشؤون الصحية في الشرقية الدكتور صالح السلوك إلى استعداد المديرية لتدريب مشغلي هذه الدبابات بالتعاون مع جامعة الدمام والمستشفى الجامعي في الخبر على الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي وغيرها من الإسعافات التي يستلزم معرفتها من قبل المشغلين عند حدوث الحوادث لا قدر الله.