أكد وزير الثقافة والإعلام رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء السعودية الدكتور عادل الطريفي أن وكالة الأنباء السعودية «واس» تخوض باقتدار معترك العمل الإعلامي والإخباري منذ ما يزيد على أربعة عقود ونصف العقد ويقدم عملاً إعلامياً مميزاً بمهنية عالية ومصداقية وموضوعية تسمو به إلى آفاق رحبة وفق السياسة الإعلامية للمملكة المنبثقة عن السياسة العامة للدولة بكل مبادئها وقيمها. جاء ذلك خلال تدشينه أمس المبنى الجديد للوكالة، في حي الصحافة شمال مدينة الرياض، وذلك تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. وقدم شكره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وولي ولي العهد على ما تحظى به قطاعات الثقافة والإعلام عامة ووكالة الأنباء السعودية بشكل خاص من دعم وتوجيه ونحن في هذا المساء نجني ثمرة من ثمار هذا الدعم والعطاء. وثمن في هذا الصدد الجهود التي بذلت لإنجاز المبنى المتكامل، الذي يفي بالاحتياجات الآنية والمستقبلية لها، ويمثل بيئة عمل أفضل وأرضية خصبة لمزيد من العمل الجاد والدؤوب لتواصل إسهاماتها في إيصال رسالة المملكة إلى العالم كافة بلغات متعددة كي يتم التواصل مع العالم وعكس الصورة الإيجابية لهذا البلد المعطاء. وقال إن الإعلام بوسائله وأدواته المتطورة والمتجددة أضحى عنصراً مؤثراً وأساساً في معرفة مجريات الأحداث في العالم وجزءاً مهماً من مفردات الحياة اليومية في أي مجتمع وقد فرضت التقنيات نفسها عليه، بحيث اضطرت وكالات الأنباء العالمية أن تبذل الجهد الكبير لتواكب صناعة الإعلام عامًا بعد عام. وأضاف أنه في ظل التطورات الإعلامية المتلاحقة والثورة المعلوماتية والتقنية وما أفرزته من روافد ومصادر متعددة ووسائل إعلام متنوعة أصبح الخبر ومصداقيته هو كل شيء لذا تحرص «واس» على أن تكون المصداقية لدى المتلقي والقارئ في وقت قياسي، على أن لا تفرق بين الوسائل التقليدية والجديدة حيث أصبحت واحدة. وأكد الطريفي أن «واس» تعمل باقتدار وكفاءة من أجل استيعاب ومواكبة الإعلام وأدواته وتطوراته المتسارعة، معربا عن فخره بالشباب السعودي الذين يتحدثون خمس لغات في «واس»، ولفت النظر إلى أن «واس» ستزيد خلال الأشهر المقبلة عدد اللغات الحديثة من أجل زيادة حضور المملكة في أكثر من محفل عالمي. مقدما شكره وتقديره لكل الذين عملوا في الوكالة من الذين توفاهم الله والذين هم لايزالون على قيد الحياة حيث صنعوا هذا الكيان الكبير. من جهته قال رئيس الوكالة عبدالله الحسين، في كلمته إن المبنى الجديد سيكون – بمشيئة الله- انطلاقة نحو المستقبل ومزيدا من العمل الجاد والمثمر لتواصل «واس» مهامها ومسؤولياتها ودورها في تقديم عمل إعلامي مميز يحظى بثقة الجميع . وقدم شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وولي ولي العهد على دعمهم المتواصل ورعايتهم الكريمة التي مكنت «واس» من تحقيق هذا الإنجاز الذي طالما تطلّع إليه منسوبوها. مشيرا إلى أنه بفضل الله تعالى، ثم بالدعم المتواصل من الدولة تبوأت الوكالة مركزاً بارزاً ليس في المنظومة الإعلامية في المملكة فحسب، بل وتمكنت من مضاهاة أعرق وكالات الأنباء في العالم، واستطاعت على مدى 46 عاماً أن تضع لها بصمة في خارطة الإعلام من بين ما يزيد على 200 وكالة أنباء في أنحاء العالم وهي تبقى رغم المنافسة المحتدمة التي أفرزتها ثورة التقنيات وتدفق المعلومات وتعدد وتنوع وسائل الإعلام، أبرز المصادر الرئيسة الآمنة للأخبار انطلاقاً من التزامها بعناصر المصداقية والموضوعية والشفافية وأخلاقيات المهنة التي ترفض الإثارة والإسفاف. ولفت إلى أن الوكالة مرت بمحطات مضيئة في مسيرتها من أبرزها قرار تحويل الوكالة إلى هيئة عامة سنة 1433ه، وهو ما فتح أمامها أفاقاً رحبة للتقدم ووفر إضافات ومميزات على مستويات اتخاذ القرارات وسرعة ومرونة تنفيذها والتواصل والتفاعل بين القطاعات فيما يحقق حسن تنفيذ برامج العمل وخطط التطوير، وتولي «واس» لثلاث سنوات رئاسة أكبر وأوسع تجمع دولي لوكالات الأنباء من خلال اختيارها لرئاسة المؤتمر الدولي لوكالات الأنباء في العالم الذي عقد دورته الرابعة في الرياض أوائل عام 1435ه بمشاركة حشد من رؤساء وكالات الأنباء وقيادات العمل الإعلامي في العالم وممثلين عن كبريات المنظمات والمؤسسات المتخصصة في مجال الإعلام وتقنية المعلومات. وأضاف الحسين: في هذا العام أطلقت «واس» أخبارها عبر ثلاث لغات هي الروسية والصينية والفارسية لتنضم مع اللغتين السابقتين الإنجليزية والفرنسية لتصل بأخبار المملكة عبر لغات العالم المختلفة، وهي الآن أمام مرحلة جديدة مع إنجاز المبنى الجديد الذي زود بكل الإمكانات والتقنيات والخدمات المتكاملة ليلبي احتياجاتها الآنية والمستقبلية ويوفر لمنسوبيها أرضية ملائمة ومناسبة للعمل. عقب ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن تاريخ نشأة الوكالة، والمراحل التطويرية التي مرت بها على مدى أكثر من 45 عامًا. وكرم الوزير، وزراء الثقافة والإعلام السابقين وهم: إبراهيم بن عبدالله العنقري (رحمه الله)، الدكتور محمد عبده يماني (رحمه الله) علي بن حسن الشاعر، والدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي، إياد بن أمين مدني، الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري، ونائب وزير الثقافة والإعلام سابقًا الدكتور عبد الله بن صالح الجاسر. كما كرّم مديري العموم في «واس» السابقين وهم: عبدالله أبو السمح، خالد غوث، عبدالله الحربي، الدكتور بدر بن أحمد كريم (رحمه الله)، محمد بن علي الخضير، الدكتور عايض بن بنيه الردّادي، عبدالعزيز بن سعد الغامدي (رحمه الله)، كما شمل التكريم العاملين في «واس» وهم: فهد العيسى، مسفر الغامدي، إضافة إلى المشرفين على مشروع المبنى المهندسين عبدالله بن سفر الغامدي، عبدالعزيز بن سعيد عبدان، عبدالله بن محمد الحربي، وممثلي الشركات المنفذة للمشروع. حضر الحفل، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، ورئيس هيئة التحقيق والادعاء العام الشيخ محمد فهد العبدالله، وعدد من المسؤولين ورؤساء تحرير الصحف الورقية والإلكترونية، ولفيف من الإعلاميين الذين يمثلون مختلف وسائل الإعلام المحلية والأجنبية.