دانت الهيئة العالمية للعلماء المسلمين التابعة لرابطة العالم الإسلامي ما تتعرض له مدينة حلب السورية من هجمات وغارات جوية عنيفة من الطيران الحربي لقوات الأسد بالبراميل المتفجرة، ومن القوى المتحالفة معه، والميليشيات الطائفية الحاقدة، واستهداف البنى التحتية، وتدمير أحياء مكتظة بالسكان المدنيين الأبرياء، وكذلك المساجد والمستشفيات والمدارس، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى من الشيوخ والنساء والأطفال. وطالبت في بيان لها المجتمع الدولي بمنظوماته ومؤسساته بتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري، وسرعة التدخل لإيقاف هذا الشلال الهادر من الدماء البريئة، وتطبيق المواثيق الدولية صوناً للعدالة، وحفاظاً على السلم العالمي، مؤكدة في البيان أن الصمت عن هذه المجازر يعطي الجماعات المتطرفة الإرهابية مبرراً لتزيد من تطرفها، وتوسِّع من إرهابها. ودعت الهيئة، منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، وكل القوى الحريصة على الحقوق والسلام، إلى بذل قصارى جهدها لمعالجة هذا الوضع الخطر، واحتواء آثاره، وإيقاف هذا النزيف المدمِّر. كما دعت المدافعين عن أنفسهم في هذه المدينة المعتدى عليها إلى الوحدة والتضامن والترابط والاعتصام بحبل الله، ونبذ الاختلاف والتفرق، والصبر عملاً بقول الله عز وجل: «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا». وقوله: «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». وقوله: «يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين». وحثت الهيئة جميع المسلمين على مناصرة إخوانهم في سوريا المثخنة بالجراح في جميع مدنها، خصوصاً في حلب بالدعاء والإغاثة اللازمة، وأشادت بجهود بعض الدول ومواقفها العادلة من القضية السورية، وفي مقدمتها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي يحرص على جمع كلمة المسلمين، وتحقيق الأمن والاستقرار في بلادهم.