هي الرؤية التي بعثت تفاؤلاً وفخراً وتقدماً للمجتمع السعودي، فالتخطيط قبل الخوض في أمور كان من الاستطاعة تجنبها من تهديد للاقتصاد السعودي بأن يهبط إلى أدنى مستوياته بعد مرور السنين، وأيضاً مستوى المعيشة والأمور الداخلية المجتمعية كوننا نعتمد على النفط اعتماداً كاملاً بشكل عام، وهذه مشكلة كبيرة. والكلام الذي كان في موضعه ودق أول مسمار على اللوح في بداية التصحيح هو ربط وجهات النظر لحل المسائل المُشكلة في الشارع السعودي، وأجزم أن حديث سيدي سمو ولي ولي العهد -حفظه الله- كوننا نعاني من حالة إدمان نفطية مخيفة على مر السنين الماضية جعلنا نعاني بعضاً من الكسل في التفكير فيما بعد النفط ومشتقاته، ولاسيما أن من المؤشرات المخدرة للذهن أن النفط موجود وباقٍ لكثير من السنوات المقبلة، وذلك أثر علينا بالطبع في أذهاننا بشكل كبير، ومن النقاط التي أشار إليها سموه بأن التفكير السعودي على الأغلب يرى أن النفط شيء مقدس، ولا يمكن التخلي عنه أبداً، وهذه تلحق سابقتها في معرفة حجم الخطورة، حتى أنه أشار إلى أنه يمكن أن يصبح الاعتماد على من يفكر بهذا النمط بأن اعتمادنا على الكتاب والسنة والنفط، وهذا شيء يرى ويسمع أيضاً ولا غرابة. رؤية المملكة ببرامجها وعلى رأسها برنامج التحول الوطني الذي سيُعلن عنه في قادم الأشهر يضفي كثيراً من الارتياح والطمأنينة للفرد السعودي والمجتمع بشكل عام، واهتمام القيادة الرشيدة بكل التفاصيل ومن أهمها الروافد الترفيهية للمواطن ممثلة بتحسين مستوى المعيشة وفق ما يناسب التطورات والاحتياجات السعودية في ذلك، وأيضاً الرافد الثقافي الذي سيشكل نقطة تحول كبيرة جداً في المجالات الثقافية؛ كون أن المملكة كانت سباقة ورائدة في هذا المجال، وكيف لا وهي أصل العروبة ومهبط الوحي وقديمة الحضارات والحاضر. الاعتراف بالخلل الموجود في عدة قطاعات مهمة وحيوية في الدولة لا ينبع إلا من قيادة حكيمة ورشيدة على مر السنوات، ولعل الأمر الذي لمسناه في هذه الرؤية إضافة الشفافية التامة التي تمكن المواطن من معرفة ما يدور حوله بدقة، وهذا بالطبع سيصبح مؤشراً يضيف الارتياح ويمّكن حلقة وصل قوية بين القيادة والشعب. الرؤية الرائدة 2030 ثقلها عالمي وثقيل في المجالات التي تنتهجها الدولة -حفظها الله-، وما تم عقد العزيمة على ذلك إلا وفق دراسات معمولة بخطط مدروسة ومكثفة، ولعل الشاهد القوي على ما أقول أن من كلام سموه في اللقاء الذي أجري على قناة العربية أن في المجال الاقتصادي مثلاً سيكون هناك تحول كبيرة ونقطة انطلاق قوية تتمثل في عقد وبيع أكبر اكتتابات وبيع في شتى القطاعات الاقتصادية التي تهتم بها الدولة ومنها أرامكو، وسيكون ذلك على مستوى الكرة الأرضية، وهذه عبارة تنم على أن العقلية السعودية تضاهي في تفكيرها كل شيء، والعنصر المهم أيضاً هو دعم المواطنين وتكاتفهم على نجاح هذه الرؤية في قادم السنين، ومساعدة سواعد الشباب سيعطي هذه الرؤية دفعةً معنوية وعمليةً بالطبع. وفي النهاية (ازداد مؤشر سوق الأسهم السعودي ما يقارب 117 نقطة عند بدء لقاء سمو ولي ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله-. وأنا أقول إن مؤشرات التفاؤل والهمة العالية كانت موجودة أيضاً وبنسبة عالية جداً فور السماع عن التحول الوطني).