انتقد محمد علوش كبير المفاوضين السوريين، تحميل فصائل الثوار مسؤولية انهيار الهدنة، متهماً الأسد وحلفاءه بالسعي لتدمير الهدنة، وقلل من أهمية الجولة الجديدة من المفاوضات التي أطلقها المبعوث الأممي إستيفان دي مستورا مع وفد الأسد وبعض المقربين منه تحت مسمى «المعارضة». وعلق علوش في لقاء مع وكالة الأنباء الألمانية على الجولة الجديدة التي انطلقت في جنيف وسط غياب الوفد الأهم والرئيس الممثل للشعب السوري، قائلاً: «هذه معارضة مصطنعة ولا قيمة لها، والتشاور معها لا ينهي الأزمة ولو بنسبة 5%، فهي لا تسيطر على المناطق المحررة وإنما توجد في مناطق النظام وتؤيد بقاء بشار الأسد ونظامه». وقال علوش: «ليس صحيحاً أن من يملك حلب يكسب الصراع، ولكن حلب هي المعركة الراهنة، ونعمل للحيلولة دون وقوعها في يد النظام الذي يسعى لإعادة السيطرة على المناطق المحررة منها، وهدفنا هو حماية مليون مواطن من الحصار وتكرار السيناريو الأسود لحصار مضايا والزبداني من قبل حزب الله الذي يسرق المساعدات الأممية لنفسه، ويوزعها على أتباعه بينما عشرات من الأهالي هناك يسقطون قتلى بسبب الجوع». وشدد: «لم نخرق الهدنة ولم نسع لتقويضها لهذا الهدف ولا لغيره، الهدنة انتهت عمليّاً على الأرض، ليس من الآن، ولكن على مدار أسابيع تعمد النظام خلالها خرق كل بنودها». وأضاف مستنكراً: «لا يمكن أن تطالب المعارضة فقط بالالتزام بالهدنة فيما الطرف الآخر يخترقها يوميّاً ويشن هجمات بالصواريخ والطائرات والدبابات، ويرسل الحشود ويستقدم المقاتلين المرتزقة ولا يلتزم برفع الحصار ويسرق المساعدات، وعندما تدافع المعارضة عن نفسها مقابل كل هذا الهجوم يتم وصمها بتفجير الهدنة وتقويضها وتحميلها مسؤولية انهيارها، فهل هذا منطق؟». وقال: «فلتذهب الهدنة للجحيم إذا كانت غطاء لقصف أهلنا في سوريا يوميّاً بالصواريخ والبراميل المتفجرة». وتساءل: «هل رأى أحد طائرة أو دبابة سعودية أو تركية تقصف السوريين، كما تفعل طائرات النظام وحلفائه الروس الذين قاموا خلال خمسة أشهر بارتكاب 167 مجزرة ضد مستشفيات وتجمعات سكنية، وقصف ما يقرب من 53 سوقاً شعبية لم يكن يوجد فيها سوى مدنيين بسطاء؟». وشدد: «في النهاية، قرار هيئة المفاوضات مستقل، وكذلك الحال للفصائل المسلحة، وأنا هنا أتحدث عن فصيلي جيش الإسلام، لم نتلق دعماً من أي دولة، تمويلنا ذاتي والسلاح نحصده من معاركنا مع النظام، والأمريكيون والأوروبيون يعرفون ذلك جيداً». وأكد علوش أنه لولا تدخل دول ذات أطماع سياسية كإيران واقتصادية كروسيا، لاستطاعت المعارضة المسلحة هزيمة الأسد عام 2013، مقللاً من حجم الانتصارات التي حققها النظام مؤخراً على الأرض. وحول حجم سيطرة القوى المتنافسة في سوريا حالياً، قال علوش: «النظام ظاهريّاً يسيطر على 16% من مساحة البلاد، وقيادات الألوية الشيعية هم فعليّاً من يسيطرون على الأرض وقسموا هذه المساحة فيما بينهم». وفيما يتعلق بإعلان واشنطن إرسال قوات إضافية لتدريب فصائل المعارضة السورية على محاربة تنظيم داعش، قال علوش «إنه لا توجد حاجة كبيرة للأمر»، موضحاً أن «معظم الفصائل وفي مقدمتها فصيلي لا تحتاج للتدريب حيث استطاع خلال السنوات الأخيرة تخريج ضباط على مستوى عال، بل وضباط أركان ومدرسين لهم». واختتم بالتحذير من مخطط طائفي يستهدف تهجير السنة العرب من مناطقهم في سوريا، وإحلال تمدد شيعي محلهم، مشيراً إلى أن «هذا يحدث في حي الشيخ مقصود بحلب، وحي الوعر في حمص وفي ريف دمشق ومناطق أخرى».