تحتل خارطة الإعلام الفضائي العربي ثلث الكرة الأرضية، حيث يبلغ عدد القنوات الفضائية في العالم (3212) قناة غير مشفرة منها 1229 قناة عربية، تتولى بثها نحو 758 هيئة عربية منها 29 هيئة عامة و729 خاصة. وما يهمنا من هذه الإحصائية هو الحالة العربية التي تهتم بصناعة حالة متوازنة للإنسان العربي من خلال البرامج الموجَّهة التي يشاهدها، حيث تبلغ القنوات العامة من أصل 1229 قناة عربية 323 قناة عامة و95 دينية و86 قناة إخبارية، جميعها تتحمَّل مسؤولية ما يصل له الإنسان العربي من رؤية استراتيجية للمتغيرات الدولية. وقد ركَّز أمس وزير الإعلام السعودي الدكتور عادل الطريفي خلال اجتماع وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الرياض على دور الإعلام في «توضيح صورة الإسلام الصحيحة، الذي عملت عليه وزارات الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي»، وهذا يأتي بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حول أهمية قيام وسائل الإعلام بوضع الصورة الصحيحة للإسلام وإنتاج برامج ذات جودة عالية وأهمية لتحسين صورة الإسلام في العالم بعدما قامت ثلة من الإرهابيين استغلال الدين لتشويه صورة الإسلام أمام العالم وجعله أداة لصناعة الإرهاب بدلاً من دوره الحقيقي في صناعة السلام. حيث يعتمد المنهج الأساسي للإسلام على ضرورة التسامح وقبول الآخر بمكوناته الفكرية والعقدية دون التدخل في مناهجه ورؤيته الخاصة، وقد أكد الطريفي خلال كلمته أن كثيراً من الأحزاب والتنظيمات الإرهابية ومنها حزب الله قاموا بتوجيه عدد من القنوات وموَّلوها لتصدير رؤيتهم التشويهية للإسلام ودول المسلمين مشيداً بالوقفة الحازمة التي قام بها عديد من الدول العربية وكافة دول الخليج من هذه التنظيمات الإرهابية ومحاولة عدم جعل أي منتمٍ لهذه التنظيمات يدخل وسائل إعلامنا واختراق الصفوف بما يبثه من أفكار إرهابية، مؤكداً أن اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي انعقد في تونس وصف حزب الله بأنه تنظيم إرهابي يسعي لتفتيت اللُّحمة الوطنية في كافة الدول العربية، وكذلك التدخل في شؤون البلاد العربية عبر الشاشات الفضائية، وهذا ما تنبَّه له عديد من الدول العربية التي قامت بطرد جميع المنتمين لهذا التنظيم ومنعتهم من العمل الإعلامي داخل أراضيها. إننا اليوم أمام هجمة شرسة تجتمع فيها كافة التنظيمات الإرهابية والدول التي تساعد الإرهاب لتشويه الإسلام الحقيقي، لذا يجب على وسائلنا الإعلامية وضع استراتيجيات واضحة ليس فقط في دول الخليج العربي التي استطاعت رسم استراتيجيتها المستمدة من رؤية القادة بأن الإسلام الحقيقي لا يأتي على شكل تعصب بل هو تسامح وعطاء في كافة وسائلها الإعلامية، لذا لزم اليوم الالتفات لبقية الدول العربية وحثها على مراقبة القنوات الفضائية التي تبث من أراضيها وإيقاف تلك الحملات الشرسة لتشويه الدين الإسلامي والعمل على وضع وثيقة موحدة لكيفية التعاطي مع المعطيات الدينية والسياسية ومواجهات الحملات الشرسة لتشويه الدين الإسلامي.