دوماً نُتَّهم بأننا فاشلون في التخطيط، وربما بأننا نخطط للفشل، وأن البشر في أطراف الكرة الأرضية شرقاً وغرباً، يتصرفون وفق خطط، وتدابير مسبقة. في قانون كرة القدم الهجوم أفضل وسيلة للدفاع، وربما اتخذ البعوض هذا الفكر منهجاً، فشرع في الهجوم ب «زيكا» بعد أن أهلكنا بالملاريا، مردداً «الضرب في الميت حرام». البرازيل المحسوبة علينا تخطيطياً، أخذت من حكمتنا العربية التي تقول: لا تحقرن شأن العدو وكيده.. فلربما قتل البعوض البرازيلَ، ومن الغرب تخطيطه. وقد أعلنت رئيسة البرازيل السيدة ديلما روسيف، وهي بكامل قواها العقلية، الحرب على بعوضة «الزاعجة» المسببة لفيروس زيكا. عشنا على مدار عقود من الزمن في سبات تخطيطي صحي لا نفيق منه حتى تهاجمنا الفيروسات، لننتفض، ونعلن الحرب بعد أن نتعايش، وربما ندمن على المرض، وكلنا يذكر الطيور، والخنازير، والبقر، وغيرها من الحيوانات. هذه الأيام ينتاب العالم قلق كبير من سيئ الذكر زيكا، الذي غادر أوغندا عام 1947م إلى البرازيل ليحترف في إتلاف رؤوس المواليد. القراء الأفاضل، اعذروا جهلي، و»حُسن نيتي»، وأجيبوني: لماذا نشط هذا الفيروس بعد صمت دام قرابة 70 عاماً؟ هل هي البداية لغزو ملاعبنا «محترفاً»، يمص دمنا، ومالنا مثل غيره؟ هل انتهت لعبة الفيروسات السابقة ليأتي الدور على زيكا؟ هل هي خطط شركات أدوية؟ ما هي الخطوات التي تم اتخاذها إن كُتبت علينا حربه، لا سمح الله؟ أين التوعية والتثقيف؟ لماذا لم يرعبنا بعوض الملاريا، الذي يعيث في أرواحنا موتاً كما يفعل الآن البعوض الناقل لزيكا؟ وحتى لا أكون متشائماً وظالماً في الحكم، اطمئنكم جميعاً على أن زيكا المرض، سيلحق بالخنازير التي أصبحت موسمية! وسيكون في طي النسيان مثل: الصقور، والخفافيش، والثيران، التي أقضت مضاجعنا، وأخلت جيوبنا، وأفلست ميزانية بعض وزاراتنا.