افتتح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، الأمير خالد الفيصل، أمس حزمة مشاريعٍ نُفِّذَت في بلدة ثول التابعة لمحافظة جدة وتشمل 7 مدارس للبنين والبنات ومجمعاً طبياً يضم عيادات تخصصية و5 مساجد، إضافةً إلى مشاريع لتصريف السيول. وبعدما أبدى أمير المنطقة ارتياحه لما تحقَّق في البلدة؛ تساءل «هل لنا أن نطبِّق هذا النموذج في محافظات أخرى؟». ودعا، في كلمةٍ له، إلى الأخذ بفكر «الإدارة الواحدة»، واعتبر أنَّ من الوفاء تذكُّر «الرجل الذي فكَّر وقرَّر ونفَّذ مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -». ووصفَ الفيصل الملكَ الراحل ب «الرجل الذي لا يعرف المستحيل». وقال عنه «ذلك الرجل الذي تشرفت بخدمته سنوات عديدة وتعلمت منه كثيراً، وأتذكر ذلك اليوم العظيم الذي افتتح فيه هذه الجامعة، وأتذكر أنني ذكرتُ كيف يمكن أن تتخطى جامعتنا أسوارها لتفيد المجتمع». وأوضح «شرحتُ له – رحمه الله – حالة ثول، واقترحت تطويرها وتنميتها، فقال للوزير علي النعيمي: ادرسوا تطوير ثول ونفذوه، وها هي الثمرة التي نقطفها اليوم»، متابعاً «شكراً للملك عبدالله وشكراً للملك سلمان؛ ومزيداً من التوفيق لرجاله في حكومته الرشيدة، لا أصف لكم فرحتي بمشاريع ثول، هذا المشروع الذي كان حلماً بالنسبة لي، ليس لأنه مستحيل ولكن لأنه مشروع نُفِّذَ على دراسة تحت إدارة واحدة وبإتقان وبسرعة مذهلة، توحدت الجهود فجاء الإنجاز الكامل وتوحدت الإدارة فكان العمل سهلاً ومُيسَّراً ومتقناً، هذا المشروع كنت أحلم أن يكون أنموذجاً وقد أصبح المشروع أنموذجاً فعلاً». وحثَّ الفيصل الوزراء على بحث تطبيق فكرة الإدارة الواحدة بعد نجاحها. وتساءل»هل لنا أن نطبِّقَها في بقية محافظات منطقة مكةالمكرمة»، مضيفاً «لو استطعنا أن ننفذ هذا النموذج في كل محافظة، في رابغ والليث والقنفذة وأضم وتربة ورنية والخرمة وبحرة والجموم؛ نستطيع أن نبني هذا الانموذج بأقل التكاليف الممكنة، كل ما علينا أن نجعل في كل مخطط سكني مستشفى ومجمعاً صحياً وملاعب ومركزاً اجتماعياً وغيرها من المنشآت». وكانت زيارة الأمير إلى ثول استُهِلََّت بتفقُّد جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث اجتمع مع رئيسها وقياداتها وعلمائها وعاين مرافقها قبل التوجُّه إلى البلدة لافتتاح المشاريع والتجوُّل لاحقاً في معرض الأسر المنتجة. ومن بين المشاريع التي افتتحها متنزه ثول الحضاري الذي يحوي ملاعب أطفال وسوقاً تراثياً ومطاعم وقاعات احتفال ومساحات خضراء. وحضر افتتاح المشاريع 7 وزراء هم وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف، الدكتور صالح آل الشيخ، ووزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، المهندس علي النعيمي، ووزير الصحة، المهندس خالد الفالح، ووزير التعليم، الدكتور أحمد العيسى، ووزير الشؤون البلدية والقروية، المهندس عبداللطيف آل الشيخ، ووزير الشؤون الاجتماعية، الدكتور ماجد القصبي، ووزير النقل، المهندس عبدالله المقبل. وأفاد المهندس علي النعيمي باستناد استراتيجية المشاريع التطويرية إلى جملة أهدافٍ تأخذ في الاعتبار تجاوُر الجامعة والمجتمع المحلي المحيط بها «بحيث يمكن تطوير وتكوين بيئة عمل وحياة كريمة تقوم على تبادل المنافع وتوفِّر فرص التنمية المستدامة للمنطقة». وذكَّر النعيمي، في كلمةٍ له، بتبني جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منذ إنشائها عام 1431 ه عدداً من برامج المسؤولية الاجتماعية الهادفة إلى تطوير الإنسان وتنميته كهدف أساسي. ولفت إلى خطة تطوير طويلة المدى تنتظرها بلدة ثول «لتلبية احتياجات بنيتها التحتية، وإيجاد فرص استثمار لأهلها، وفرص عمل لأبنائها، والحفاظ على تراثها وبيئتها وحياتها الفطرية». فيما عدَّ وزير الصحة، المهندس خالد الفالح، قصة ثول تجسيداً مصغَّراً لقصة تنمية المملكة «إذ نجد معالمها في مدنها الكبرى بتحديات حجمها وكثافة سكانها؛ والقرى والمراكز بتحديات توزُّعها وترامي أطرافها». وذكر أن المملكة تعيش هذه التنمية مدناً اقتصاديةً وصناعيةً في قلبها وفي شرقها وغربها وشمالها وجنوبها»، مشدِّداً «لا نغفل جزءاً منها لحساب جزءٍ آخر، ولا نحصر التنميةَ في مكانٍ دون آخر، فكلُّ شبرٍ من أرض الوطن، أينما كان عزيزٌ وغالٍ علينا، نبنيه وننميه وإذا تطلب الأمر نذود عنه بأرواحنا». وتابع الفالح «المملكة يقودها اليوم من صنع نهضةَ عاصمتها من قبل ومن تمتد يده الكريمة بالتطور والرقي إلى كل أنحائها الآن ويأخُذُ بها المجلس الأعلى للاقتصاد والتنمية تحت رؤية خادم الحرمينِ الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، إلى تحقيق كل عناصر التنمية التي تحقق لها الازدهار – بإذن الله -، ولا يقود إلى هذا الازدهار مثل المعرفة والتعليم، وما نراه في ثول يطمئنُنَا أنَّ عناصر العالم الأول قد وصلت إلى هنا».