سرطان الأطفال قد يسكن أجساد محاربيه، ولكنه يموت عندما تشرق ابتسامتهم، لا يرسمون الألم ولكنهم قد يخلدون إلى سبات طويل لا يتألمون منه مرة أخرى، لهذا لا يحبون أن يظهروا حزنهم ولكنهم يتمنون من الله شفاءهم. ما زالوا لا يعرفون سببه ولكنه لا يهمهم، فعندما تمتلك الإرادة سوف تعيش حياة أكثر قوة في مواجهة هذا الألم. لا يتقنون المراوغة لصغر سنهم ولا يرتعشون من خوف يشل حياتهم ولكنهم يستبدلون بظلام مستقبلهم نور الأمل. لا شك أن هذا المرض صعب في تشخيصه ويختلف بالسنة العمرية للطفل مع اختلاف نوعيته التي تصل إلى 12 نوعاً وبنسبة تصل إلى أكثر من 8 % في السعودية ولا شك أنها تضع على أعتاقنا مسؤولية رعايتهم والاهتمام بهم وتلبية أمنياتهم التي تنسيهم وخزات الألم وتزيد من إرادتهم في مواجهة المرض ومحاربته. إنهم لا يطلبون كثيرًا فواقع حياتهم حيزه صغير تمامًا كصندوق أمنياتهم التي يكتبونها كل يوم بألوان مختلفة ويدونون تاريخها أملاً في أن تتحقق في قادم الأيام، فما أطول قائمة أمنياتهم وما أقصر اهتمامنا بهم ليتنا نشعر بالذنب عندما نتجاهلهم ونتركهم يعانون دون أن نكون بجانبهم. في الآونة الأخيرة تم إطلاق مبادرة إنسانية جميلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان «حقق أملهم»، هدفها التواصل مع محاربي السرطان من الأطفال ومعرفة أمنياتهم والعمل على تحقيقها بهدف مشاركتهم ورسم الفرح والسعادة في حياتهم. ولاشك أن هذه المبادرة وجدت صدى واسعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحماساً كبيراً من محبي الخير. واستطاعوا تشكيل متطوعين للتواصل مع الأطفال والاستماع إلى أمنياتهم في سبيل تحقيقها والبحث عن من يدعم هذه الأمنيات. ولقد تمكنوا من التواصل مع بعض الأطفال فكانت إحدى الأمنيات لطفل تتمثل في ركوب الطائرة وقيادتها في وقت كان يعتبر تحقيقها صعبًا ولا يتوقع حدوثها ولكن بمساعدة فريق «حقق أملهم» استطاعوا المساهمة في تحقيق أمنية هذا الطفل بركوبه الطائرة وقيادتها. إن هذا النوع من المبادرات الاجتماعية تجاه محاربي السرطان من الأطفال مهم وضروري لأنه يساعد كثيرا في تحسين العوامل النفسية التي يمرون بها خلال مراحل علاجهم ويساهم في رفع معنوياتهم مما يزيد من إرادة الشفاء وتقبل أدوات العلاج وطرقه التي يخضعون لها .ولاشك أن دور الأسر كبير في احتواء مشاعر طفلهم ومساعدته ودعمه في الانسجام مع أوضاعهم اليومية وممارسة حياتهم بروح الإيجابية والشجاعة.