تجدَّدت المواجهات بين قوات الاحتلال ومتظاهرين من قطاع غزة، تزامناً مع استشهاد فلسطينيَّين في الضفة الغربية اتَّهمتهما إسرائيل ب «تنفيذ عمليتي صدم» أسفرتا عن إصابة 7 من جنودها. وقَتلَ مدني إسرائيلي فلسطينيّاً صباح أمس عند محطة حافلات قرب مستوطنة كفار أدوميم «شمال القدس». وسارعت شرطة الاحتلال إلى اتهام الشهيد، ويُدعى فادي خصيب، بصدم جنودٍ بسيَّارته ما أدى إلى إصابة اثنين منهم بجروح طفيفة. وذكر ضابط إسرائيلي أن خصيب المتحدِّر من رام الله خرج من سيارته بعدما صدم الجنود وحاول الفرار فأطلق مدنيٌّ النار عليه وأرداه قتيلاً. والشهيد شقيق شادي خصيب الذي استُشهِدَ الأحد الماضي في المنطقة نفسها. واستُشهِد أيضاً أمس الفلسطيني عمر الزعاقيق (20 عاماً) بعدما أطلق جنود الاحتلال النار عليه عند قرية بيت أمر القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة. واتهم الجيش الإسرائيلي الزعاقيق بصدم 5 جنود بسيارته. لكن الرواية الصادرة عن سلطات الاحتلال تخضع عادةً للتشكيك من جانب الفلسطينيين الذي يتهمون حكومة بنيامين نتنياهو بشرعنة تنفيذ إعدامات ميدانية. ومنذ اندلاع موجة مواجهات في الأراضي المحتلة في أواخر أكتوبر؛ استُشهِدَ 98 فلسطينيّاً، فيما قُتِلَ 17 إسرائيليّاً. وكلَّ جمعة؛ تدعو الفصائل الفلسطينية إلى «يوم غضب» يتحوَّل إلى مواجهات عنيفة بين راشقي الحجارة وجنود الاحتلال الذين يُطلِقون الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع. ويوم أمس؛ شهِدَت الأراضي المحتلة مواجهات أصيب خلالها عددٌ من المتظاهرين بجروح، وفق جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية التي لم تصدر حصيلة بالعدد الإجمالي للإصابات في كل المدن. في غضون ذلك؛ أصيب 11 متظاهراً بالرصاص الحي الذي أطلقه جيش الاحتلال خلال مواجهاتٍ اندلعت بعد ظهر الجمعة على حدود قطاع غزة. وأبلغ المتحدث باسم وزارة الصحة في القطاع، الطبيب أشرف القدرة، عن «إصابة 11 مواطناً برصاص قوات الاحتلال الحي في المواجهات؛ أحدهم في حالة خطرة جداً». وتوزَّع المصابون بين 5 شبان قرب نحال عوز «شرق الشجاعية»، و3 آخرين قرب معبر بيت حانون «إيريز» في شمال القطاع، واثنين شرق مخيم البريج «وسط»، إضافةً إلى مصاب شرق خان يونس «جنوب». وأصيب أكثر من 30 آخرين بالاختناق والإغماء نتيجة لقنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب القدرة. ولاحقاً؛ ارتفع عدد المصابين بالرصاص الحي إلى 33 شخصاً. ويحضُّ المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير عملية للتهدئة، لكن بنيامين نتنياهو أعلن تدابير قد تزيد الضغوط على الفلسطينيين وتجعل حياتهم اليومية أكثر صعوبة مع إعطائه قوات الأمن الحرية الكاملة في تطبيقها. وتتضمن هذه التدابير إخضاع السيارات لتفتيش مُشدَّد، وشقَّ طرق التفافية جديدة يُمنَع الفلسطينيون من السير عليها نظراً لتخصيصها للمستوطنين البالغ عددهم 400 ألف. ولم يتحقق أي تقدم للعودة إلى مسار مفاوضات السلام المجمدة منذ سنوات، ولم يتمكن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال زيارته المنطقة من الحصول على أي مؤشرات إيجابية رغم التقائه نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس.